[color=DarkRed]المبتدأ والخبر تعريفهما: هما الإسمان المجردان للإسناد نحو قولك زيد منطلق. والمراد بالتجريد
اخلاؤهما من العوامل التي هي كان وإن وحسبت وأخواتها، لأنهما إذا لم يخلوا
منها تلعبت بهما وغصبتهما القرار على الرفع. وإنما اشترط في التجريد أن
يكون من أجل الإسناد لأنهما لو جردا للإسناد لكانا في حكم الأصوات التي
حقها أن ينعق بها غير معربة لأن الإعراب لا
يستحق إلا بعد العقد والتركيب. وكونهما مجردين للإسناد هو رافعهما لأنه
معنى قد تناولهما معاً تناولاً واحداً من حيث أن الإسناد لا يتأتى بدون
طرفين مسند ومسند إليه.ونظير ذلك أن معنى التشبيه في كأن لما اقتضى مشبهاً
ومشبهاً به كانت عامله في الجزءين وشبههما بالفاعل أن المبتدأ مثله في أنه
مسند إليه والخبر في أنه جزء ثان من الجملة.
أنواع المبتدأ والمبتدأ على نوعين معرفة وهو القياس، ونكرة إما موصوفة كالتي في قوله عز وجل: "ولعبد
مؤمن" وإما غير موضوفة كالتي في قولهم أرجل في الدار أم امرأة، وما أحد خير منك، وشر
أهر ذا ناب، وتحت رأسي سرج
أنواع الخبر والخبر على نوعين مفرد وجملة. فالمفرد على ضربين خال عن الضمير ومتضمن له وذلك
زيد غلامك وعمرو منطلق. والجملة على أربعة أضرب فعليه واسمية وشرطية وظرفية.
وذلك زيد ذهب أخوه، وعمرو أبوه منطلق، وبكر أن تعطه يشكرك ، وخالد في الدار.
ولا بد في الجملة الواقعة خبراً من ذكر يرجع إلى المبتدأ وقولك في الدار معناه استقر فيها.
وقد يكون الراجع معلوماً فيستغنى عن ذكره وذلك في مثل قولهم الكربستين، والسمن منوان
بدرهم. وقوله تعالى: " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور".
تقدم الخبر على المبتدأ: ويجوز تقديم الخبر على المبتدأ كقولك تميمي أنا، ومشنؤ من يشنؤك، وكقوله تعالى: " سواء
محياهم ومماتهم" وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم" ، المعنى سواء عليهم الإنذار
وعدمه. وقد التزم تقديمه فيما وقع فيه المبتدأ نكرةً والخبر ظرفاً وذلك قولك في الدار رجل.
وأما سلام عليك وويل لك وما أشبههما من الأدعية فمتروكة على حالها إذا كانت
منصوبة منزلة منزلة الفعل. وفي قولهم أين زيد وكيف عمرو ومتى القتال.
حذف المبتدأ أو الخبر ويجوز حذف أحدهما. فمن حذف المبتدأ قول المستهل: الهلال والله، وقولك وقد شممت
ريحاً: المسك والله، أو رأيت شخصاً فقلت: عبد الله وربي. ومنه قول المرقش:
لا يبعد الله التلبب وال-غارات إذ قال الخميس نعم
ومن حذف الخبر قولهم خرجت فإذا السبع، وقول ذي الرمة:
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل
وبين النقا آأنت أم أم سالم
ومنه قوله تعالى: " فصبر جميل" يحتمل الأمرين أي فأمري صبر جميل أو فصبر جميل
أجمل. وقد التزم حذف الخبر في قولهم لولا زيد لكان كذا لسد الجواب مسدة. ومما حذف
فيه الخبر لسد غيره مسده قولهم أقائم الزيدان، وضربي زيداً قائماً، وأكثر شربي السويق
ملتوتاً، وأخطب ما يكون الأمير قائماً وقولهم كل رجل وضيعته.
وقد يقع المبتدأ والخبر معرفتين كقولك زيد المنطلق، والله إليهنا، ومحمد نبينا. ومنه قوله
أنت أنت وقول أبي النجم:
أنا أبو النجم وشعري شعري
ولا يجوز تقديم الخبر هنا بل أيهما قدمت فهو المبتدأ
تعدد الخبر وقد يجيئ للمبتدأ خبران فصاعداً منه قولك هذا حلو حامض. وقوله تعالى: " وهو
الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد".
[color:0696=red:0696]
دخول الفاء على الخبر إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره، وذلك على نوعين الأسم
الموصول والنكرة الموصوفة إذا كانت الصلة أو الصفة فعلاً أو ظرفاً كقوله تعالى: " الذين
ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم" وقوله: " فما بكم من
نعمة فمن الله" وقولك كل رجل يأتيني أو في الدار فله درهم. وإذا أدخلت ليت أو لعل لم
تدخل الفاء بالإجماع. وفي دخول إن خلاف بين الإخفش وصاحب الكتاب.