عدد الرسائل : 1286 العمر : 32 تاريخ التسجيل : 25/03/2007
موضوع: (AlEx) الأحد يونيو 17, 2007 7:06 am
أهلا بكم في مطار برج العرب الدولي، طيران الامارات تتمنى لكم إقامة سعيدة في مدينة الاسكندرية ...».
استقيظت في صباح باكر، وأشعة الشمس الذهبية تخترق نافذة الطائرة بجانبي، على صوت مضيفة الطيران تعلمنا بوصولنا بالسلامة الى الاسكندرية بعد حوالي 4 ساعات من الطيران، حيث بدأت الرحلة من دبي، غير أنني كنت متعبة أكثر من غيري، لان رحلتي بدأت بالفعل من لندن، لكن حماسي لزيارة لؤلؤة البحر الابيض المتوسط حال دون شعوري بالتعب بعد أن وطأت قدماي أرض المطار الصغير، الذي من المنتظر بأن يصبح مطارا حديثا في غضون عامين من اليوم.
الطقس جميل ومعتدل في هذه الفترة من السنة، فشعرت بنسيم البحر العليل ورحت أتذكر كل ما قاله لي أصدقائي «الاسكندرانيون» المقيمون في لندن عن تلك المدينة الساحلية الجميلة، وبدأت أقارن المشاهد التي بدأت بتسجيلها منذ أن تركنا المطار باتجاه الطريق المؤدي الى مدينة الاسكندرية مرورا بمنطقة العلمين التي دارت على أرضها أضخم معارك الدبابات في التاريخ وغيرت مسار الحرب العالمية الثانية، بالمشاهد التي كانت مطبوعة في مخيلتي من خلال الحكايات التي سمعتها عن المدينة، وكانت بالفعل متطابقة تماما.
على طول الطريق السريع لا ترى سوى منظر البحر رائع الزرقة تكمل جمال لونه رمال بيضاء ناعمة، المشهد ساحر بالفعل كما أن لون المياه في تلك المنطقة مميز جدا يختلف تماما عن لون المياه في بحر الاسكندرية بمحاذاة الكورنيش.
فعلى مسافة 40 دقيقة تقريبا وصلنا الى مشاريع مدينة «مارينا» الشهيرة وطالعنا ميناء مجمع «بورتو مارينا» السياحي الواقع في منطقة العلمين، أول ما تراه عند اقترابك من المنتجع ابنية ملونة تحاكي البحر وتطل مباشرة عليه، وميناء يستقبل السياح القادمين عن طريق البحر، وترى يخوتا جميلة بانتظار أصحابها لاخذهم في رحلة في عرض البحر، وشاطئ رملي خاص تزينه مظلات من القش فتشعر وكأنك على أحد شواطئ المالديف أو سيشيل وكورنيش عريض يقدم لزواره فرصة الاسترخاء على مراجيح خشبية تبدو وكأنها مقاعد ثابتة عادية، موسيقى هادئة تتماشى مع الموقع المطل على البحر الابيض المتوسط، ومناظر مطلة على فيلات راقية، ولا يتخلل الهدوء إلا صوت المراكب الصغيرة المخصصة للرحلات القصيرة في منطقة المارينا.
يتميز المنتجع بتصميم فريد من نوعه، واجهته البحرية تأخذ من قوس القزح لونها غير أن الواجهة الخلفية تأخذ الزائر في رحلة فعلية الى قناة مدينة البندقية الايطالية العائمة، فتم تصميم قناة مياه تعبر بين أبنية المنتجع وفيها مركب «الجندول» تماما مثل ذلك الذي تراه في إيطاليا، مع فارق أن البحار هنا مصري من منطقة العلمين.
وعلى ضفة القناة يمكنك تناول الطعام والقهوة على أنغام الموسيقى، فإلى جانب 338 غرفة مميزة بديكورات بحرية جميلة يوجد جناح رئاسي يعتبر من بين أجمل الاجنحة من هذه الفئة في العالم، فهو يتميز كونه مؤلفا من غرفة واحدة شاسعة من دون حيطان فاصلة، تجد في زواياه جاكوزي وشاشة عملاقة وسرير كبير يتوسط المكان مصمم على مصطبة خشبية تزينه البرادي المصنعة من الحرير، أرضيته من «الباركيه» الخشبي البني المعتق، والاهم من ذلك كله هو المنظر الرائع الذي تشاهده من الشرفة الخاصة بالجناح.
كما توجد أجنحة أخرى مماثلة ولكن يتميز كل منها بديكور وتقسيم مختلفين. ولكن لن تحتاج بأن تنزل في الجناح الرئيسي لتكون إقامتك مريحة، فالمنتجع هو بمثابة مدينة كاملة متكاملة، تجد فيه ملاعب لممارسة لعبة الغولف، ومركز صحي Spa وقاعة مؤتمرات ومطاعم وبرك سباحة داخلية ومكشوفة، بالاضافة الى محلات تجارية تمتد على طول الكورنيش، كما توجد شقق سكنية مخصصة للبيع أو الايجار وهي مناسبة جدا للعائلات، يمكن لاصحابها الاستفادة من خدمات المشروع.
وبعد إقامة مريحة في منطقة العلمين التاريخية، جاء وقت الجد لاكتشاف مدينة الاسكندرية الحقيقية، الشهيرة بأزقتها الضيقة التي تتكلم كل اللغات، وكورنيشها الذي يعرف بداية ولكنه لا يعرف نهاية. فعلى بعد 105 كلم من طريق مرسى مطروح تصل الى الاسكندرية ليطل عليك منظر الكورنيش وصيادي السمك والمراكب والابنية العالية المطلة على البحر، فإذا قمت بزيارة الاسكندرية قريبا سوف تلاحظ كمية المشاريع الجديدة من بينها توسيع الطرقات البحرية وإنشاء الفنادق الجديدة مثل فندق الفور سيزونز الذي حل مكان فندق سان ستيفانو القديم وسوف يتم افتتاحه آخر هذا الصيف.
ففي الاسكندرية تجد كل شيء، فهي مدينة تتعايش فيها جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية والعرقية والدينية فهي بمثابة خلطة مميزة، تجعل منها مدينة فريدة ومختلفة عن باقي المدن المصرية تتميز بعمران قديم في احياء ضيقة تجسد كل منها حقبة وجالية أجنبية معينة. فهي تعتبر مصيفا مهما جدا للمصريين بالدرجة الاولى وللعرب بالدرجة الثانية، فروى لي أحد أهالي المدينة أنه خلال هذه الفترة لا تزال الاسكندرية، هادئة نوعا ما، وغير مكتظة بالناس، غير أنها في الفترة الممتدة من يوليو (تموز) ولغاية آخر الصيف تتحول الى مدينة أخرى يسودها الضجيج والاختناق المروري، ولكن وعلى الرغم من الزحمة يكون للاسكندرية رونقها الخاص. فهي تعد ثاني أكبر مدينة في مصر وتضم الميناء الرئيسي للبلاد وتقع الى الشمال الغربي من دلتا النيل وتمتد على 140 كلم على ساحل المتوسط من خليج ابي قير شرقا وحتى منطقة العلمين وسيدي عبد الرحمن في الغرب.
* زيارات مهمة توجد في الاسكندرية عدة أماكن سياحية تستحق الزيارة، ولكن الزيارة التي أنصح الجميع بها هي زيارة مكتبة الاسكندرية إذ يجب وضعها على رأس قائمة الاولويات، فهذه المكتبة لها تاريخها الطويل ووقفت شاهدة على عدة أحداث، فهي كانت بمثابة إشعاع علمي في العالم القديم لحين أتى حريق هائل على جميع محتواياتها في القرن الرابع ميلادي، ولكنها اليوم تقف شامخة من جديد بعد أن تم افتتاحها عام 2002، وهي تعتبر حاليا مركزا للثقافة والتعليم والعلوم، وتضم أقساما عديدة وتعتمد على النظام الرقمي في أرشفة المعلومات والكتب وتضم أول ماكينة طباعة Espresso Machine في العالم باستطاعتها طبع كتاب كامل في غضون دقيقتين. وتستقبل المكتبة الزوار كل أيام الاسبوع ما عدا يوم الثلاثاء، رسم الدخول حوالي دولارين، وإذا كنت تنوي دخول الحديقة والمتحف والمعارض يمكنك ذلك لقاء رسم إضافي زهيد.
وإذا كنت من محبي الزيارات التاريخية لا بد من زيارة مقابر كوم الشقافة وهنا أنصح بزيارتها بصحبة مرشد سياحي يمكن الحصول عليه من خلال الفندق أو مكتب للسياحة، فعدا عن كونها أكبر مقبرة رومانية في الاسكندرية إلا أنها تتمتع بقصة مشوقة جدا، فبحسب مرشدتنا السياحية منى، فتقول الحكاية إنه تم اكتشاف تلك المقابر عن طريق الصدفة عندما سقط حمار زبال المنطقة في هوة كانت مطمورة بأرضية هشة، استولى بعدها الزبال على جميع محتويات المقبرة التي أنشأها بالاصل رجل ثري جدا، له ولعائلته، فهي مميزة جدا وتتكون من 3 طبقات محفورة داخل الصخر باليد على عمق 30 مترا، ويعود تاريخ بنائها الى الالف الثاني الميلادي وتحمل بصمات فنية رومانية وفرعونية.
ونبقى ضمن الزيارات التاريخية، إذ يجب عليكم زيارة قلعة قايتباي الواقعة مباشرة على البحر وبالتحديد على الجهة الشمالية للميناء الشرقي فوق موقع الاسكندرية، وتصميمها جميل وتشبه الى حد كبير ملامح بناء المنارة.
وعلى مقربة من القلعة يمكنكم زيارة مسجد المرسي أبو العباس الواقع في منطقة الانفوشي، وتصميمه على شكل العمارة الاندلسية ويعد أكبر مسجد في المدينة. وتمتد تحته الاسواق المغلقة التي تضم محالا تجارية تبيع المنتجات التقليدية على طريقة البازار.
ومن أجمل ما يمكن أن تقوم به في الاسكندرية هو زيارة قصر المنتزه القائم على تلة تشرف على المدينة، تسورها الحدائق والغابات، كما يمكنك التجول في أرجاء القصر الذي بناه الملك فاروق لحبيبته النمساوية الاصل وتحول اليوم الى فندق من فئة بوتيك ويضم مطعمين وبارا مفتوحة امام الزوار، ولكن ينبغي دفع رسم رمزي للدخول الى المنتزه.
* أين تسكن؟
توجد في الاسكندرية عدة أماكن للسكن مثل الفنادق والشقق المفروشة نذكر منها:
فندق شيراتون المنتزه ويقع على شارع الكورنيش، ويتميز بموقعه المطل على البحر والمنتزه ويضم مسبحا خارجيا ومركز رشاقة وشاطئا خاصا وملاعب تنس.
فندق هيلتون جرين بلازا ويقع في منطقة السموحة فهو قريب من المدينة التجارية وهو مناسب جدا لاقامة المؤتمرات والحفلات الكبرى لانه يتمتع بصالة تعتبر الاكبر في مصر. يضم مسبحا ومركزا صحيا.
فندق هيلنان فلسطين ويقع في المنتزه ويطل مباشرة على البحر ويضم مسبحين للكبار والصغار.
فندق قصر السلاملك في المنتزه وهو من فئة «بوتيك» يضم 14 جناحا و6 غرف ويحمل في طياته الكثير من التاريخ والقصص الجميلة.
* أين تأكل؟
على الرغم من وجود أفخم المطاعم داخل الفنادق الا أنني أشدد على انه من الافضل أن تأكل في المكان الذي يأكل فيه أهل المدينة، فالاسكندرية مشهورة بمطبخها المتنوع وخاصة الاسماك نسبة لموقعها الساحلي، فمن أفضل الاماكن لاكل السمك وبحسب اهل البلد ورأي الشخصي مطعم قدورة وأبو اشرف في منطقة الانفوشي ومطعم سي جل للاسماك في منطقة المكس وفرع اخر في منطقة مارينا الساحل الشمالي، بالاضافة الى مطعم «فيش ماركت» المطل على البحر في منطقة الانفوشي.
ولمحبي الاجواء الشاعرية الراقية يمكنهم تناول العشاء في مطعم الفاروق داخل قصر السلاملك وهو يقدم المأكولات الغربية لا سيما الفرنسية ويتميز بموقعه داخل المنتزه، ومطعم أبو قير في فندق هيلتون الذي يقدم مأكولات شرقية وغربية ويتميز بتقديم الستيك مع الصلصة المركزة. وإذا كنت تبحث عن مقهى قديم له قصة مميزة لا بد من التوقف عند مقهى «باستروديس» الذي يعتبر من أقدم المقاهي اليونانية في الاسكندرية.
* أين تتسوق؟
توجد في الاسكندرية خيارات عديدة للتسوق، فباستطاعتك التوجه الى مجمع سان ستيفانو التجاري الذي تجد فيه محلات عديدة تبيع المنتجات المحلية والمستوردة، أما إذا كنت تبحث عن الاسواق الشعبية فيجب عليك التوجه الى شارع فرنسا وفيه تجد كل ما يحلو لك من منتجات محلية ومستوردة وأكل وشراب وفواكه وخضار، وأجمل شيء ستراه في السوق هو زقاق ضيق جدا يعرف باسم «حارة الستات» عرضه يتسع لشخص واحد فقط وعلى جانبيه توجد دكاكين صغيرة وسلالم ضيقة تأخذك الى الطابق العلوي، في الاسواق الشعبية لا بد ان تفاصل في الاسعار فلا تقبل بالسعر المعروض.
* التنقل توجد في الاسكندرية خطوط الترام وحافلات النقل العام، لكنني لا أعتقد بأن استعمالها سيكون مريحا للسياح نسبة لازدحامها لا سيما أثناء وقت الذروة، وهناك مكاتب لتأجير السيارات، إلا أن القيادة في الاسكندرية صعبة وخطرة بعض الشيء، فأظن بأن أفضل وسيلة للتنقل في المدينة هي التاكسي الذي يمكن مشاركته مع ركاب آخرين، ولكن فاصلوا بالسعر قبل الركوب لان معظم السيارات لا تجد فيها عدادا يحدد المسافة والثمن.
* أشياء يجب عليك فعلها ـ ركوب الحنطور ـ تناول الشاى في أحد المقاهي المطلة على البحر ـ المشي على طول الكورنيش ليلا ـ زيارة الاسواق الشعبية لا سيما سوق «زنقة الستات» ـ تنشق الهواء الآتي من البحر ـ تذوق السمك يشار الى أن طيران الامارات تسير رحلات يومية الى الاسكندرية للمزيد من المعلومات : www.emirates.com وللحصول على المزيد من المعلومات والعروض الخاصة بالسفر والاقامة في الاسكندرية :www.comeseeegypt.com