موضوع: للمهتمين بقصص الاشباح , عفريت بشقه المصيف , المعموره . السبت يونيو 23, 2007 11:47 am
[color=Lime]عفريت الرجل الذى شنق نفسه
فى شقته رأيته أنا و جدتى
و كرهت "المعمورة"
لا يمكن أن أنسى ذلك الصيف الذى ذهبت فيه مع جدتى للمصيف منذ سنوات طويلة ، فبعد يومين من إقامتنا فى شارع هادىء من شوارع المعمورة قررت جدتى أن نعود للقاهرة فورا و السبب فى ذلك أنها رأت شبحا يتجول بكل إطمئنان أمام شقتنا !.
المشكلة أنه لا يمكننى القول مطلقا أن جدتى تخيلت هذا الأمر لأننى شاهدت الشبح معها و مثلها تماما.
فى أول ليلتين لنا بشقة المعمورة كان النور ينطفىء فجأة و فى نفس الموعد تقريبا ، و لم يكن هذا الأمر ملفتا باعتبار أن إنقطاع الكهرباء مسألة عادية ، و لكن الليلة الثالثة حملت الكثير عندما إنطفأ النور فى الشارع بأكمله و كنت أقف مع جدتى بالبلكونة و فجأة أحسست بيدها تقبض بعنف على يدى و هى تقول هامسة : أنظرى ، و لأننا فى الدور الأول استطعت بكل سهولة أن أرى شيئا له هيئة الإنسان و لكنه بلا ملامح حيث كان يبدو كظل يهيم فى الشارع .
و من شدة إنبهارى بما أشاهده كدت أن اقفز من البلكونة لأتأكد مما أراه ، و عاد النور فجأة و معه إختفى الشبح تماما و لكن جدتى قررت الرحيل عن المعمورة و الإسكندرية بأكملها و العودة للقاهرة فى الصباح ، بل و الأكثر من ذلك أنها أقسمت ألا تعود للمعمورة كلها مرة ثانية.
فى الصباح ، و قبل أن ننفذ قرار المغادرة أخذت أتحدث مع البواب و أحاول أن أتأكد منه من بعض التفاصيل ، و كانت دهشتى مضاعفة عندما أخبرنى أن الشقة المجاورة لنا كان يسكنها شخص شنق نفسه داخلها و لم يكتشفوا جثته إلا بعد أسبوع، و عندما سألته عن مسألة إنقطاع النور فضحك و لكنه لم يعلق!
[color:d0fd=Lime:d0fd]تذكرت هذه الحكاية القديمة عندما قرأت ما كتبه الصحفى الأمريكى هيرمان كينج عن تجربة شخصية تشبه ما حدث معى تماما ، و قد بدأت حكاية كينج عندما حصل والده على فرصة عمل رائعة بولاية فيرجينيا و إستطاع توفير منزل ريفى صغير بجوار مكان عمله ، و عندما وصلت الأسرة إلى منزلها الجديد و كانت تضم طفلين بخلاف هيرمان وجدوا المكان رائعا فهو منزل واسع به حديقة جذابة تجعله مكانا مثاليا لأسرة بها ثلاثة أطفال ، و لكن الأيام التالية كانت تحمل حوادث غيرت رأيهم فى المكان تماما.
فى الأيام الأولى لوصولهم و أثناء الجلوس فى شرفة المنزل سمعوا أصواتا واضحة لرجل و إمرأة يتشاجران فى الدور العلوى ، و عندما أسرعت الأم لتفقد الأمر لم تجد شيئا على الإطلاق ، و بعد عدة أيام أخرى بدأ صوت منبه فى الإنطلاق كل صباح دون وجود منبه فى المنزل أصلا ، أما القبو فكانت تنطلق منه أصوات مختلفة أبرزها صوت صندوق يتم سحبه على سلم القبو رغم يقينهم بأن القبو خال تماما من أى صناديق.
حاول الوالد إقناع أسرته الصغيرة أن ما يسمعوه هو مجرد خيالات و أوهام يفرضها خيالهم الواسع من كثرة الجلوس فى الحديقة و الإستمتاع بالهواء النقى.
و فى ذات مساء بينما كان الأطفال يلهون مع والدتهم بالحديقة شاهدوا جميعا فجأة شيئا يبدو كالخيال بلا ملامح إقتحم جلستهم و حاول مشاركتهم اللعب ، و أصيب الأربعة بالفزع و الرعب و بدأوا فى الجرى بسرعة حتى دخلوا المنزل و اغلقوا الباب ورائهم ، و تأكدوا أيضا من إحكام إغلاق النوافذ و جلسوا متلاصقين يرتجفون من الرعب فى إنتظار وصول الوالد من عمله. و عندما عاد الرجل أكد لهم أنه لا شىء بالخارج يدعو للخوف أو الفزع ، و لكن المثير - كما قال الصحفى - ان الوالد الذى كان يحاول بث الطمأنينة فى نفوسهم كان أكثر من يعرف بوجود شىء غامض فى المكان لكنه و منذ الأيام الأولى عرف أن هذا الشىء مهما كان لم يكن مؤذيا و لذا كان لا يرغب فى التضحية بعمله أو مسكنه الجديد فكان يحاول بث الطمأنينة فى نفوس عائلته.
و فجأة و فى إحدى الليالى إستيقظ الجميع على صرخات شقيق هيرمان و قد اصيب بهيسريا من البكاء و هو يقسم ان شيئا ما قد جثم فوقه و هو نائم و أنه كاد ان يختنق حتى بدأ فى الصراخ فاختفى هذا الشىء ، و عند هذا الحد لم تستطع الأم الإحتمال و بدأت فى جمع أغراضهم إستعدادا للرحيل عن هذا المكان الغريب و هو الأمر الذى لم يتمكن الأب من معارضته .
المدهش أن الأم قررت أن تبحث عن تفاصيل التجربة الغريبة التى مروا بها فى هذا المنزل حتى بعد مغادرته ، و لدهشتها الشديدة إكتشفت أن المنزل كان فى البداية مملوكا لشخص ألقى بنفسه من الدور العلوى و لقى حتفه ، و تلاه آخر وجدت جثته و هو جالس على كرسى داخل المنزل ، أما المالك الثالث فقد شنق نفسه داخله أيضا ، و بالطبع كانت هذه المعلومات كفيلة بإقناع الأم أن المكان كان مسكونا بالأشباح الهائمة و إن كان لا أحد يعرف بالضبط ما الذى يجعل ملاكه يتخلصون من حياتهم بالموت ، و هنا تأكدت الأم أنها أنقذت عائلتها من مصير مفزع بعد إصرارها على الرحيل من المنزل بأقصى سرعة.