حب مع وقف التنفيذ !!!
اخطأت حين اخذت بنصيحة بعض الاصدقاء الذين اشاروا عليّ بأن أداويها باللتى كانت هي الداء .. فلم يجدني دوائهم نفعا .. ولم تزدني نصيحتهم الا سوءاّ .. واصبحت كمن يستجدي من الرمضاء بالنار .. فكل اللواتي عرفتهن وتظاهرت بحبهن فيما بعد .. كن بمثابة النار التى احرقتني .. واكلت مشاعري .. قبل ان تأكل جسدي .. حتى أضحت حياتي بفضلهن .. جحيماً لا يطاق .....
فلا الشقراء .. ولا السمراء .. ولا التى بين هذه وتلك .. استطعن ان ينتزعن حب تلك الانسانة من روحي ومن جسدي .. بل على العكس من ذلك .. زاد هذا الحب ..! ونما .. وطغى .. واستشرى .. حتى استبدّ بكل خلية حية تنبض فيّ .. من قمة رأسي .. الى اخمص قدمي ..
وكأن فراري كان عكسيا .. وهروبي كان ارتداديا .. وسيري كان للوراء .. بدلا من ان افر منها .. فررت اليها .. وبدلا من ان ابتعد عنها .. اتجهت اليها .. اراها في كل الوجوه .. واسمعها في كل الاصوات .. واجد ريحها في كل النسمات .. حتى صار يخيل اليّ .. بانها كل النساء .. وكل النساء هن هي .. ولا وجود الا لها .. ولا بقاء لامرأة سواها ..
فكيف الخلاص من امرأة اعلنت فيّ حظر التجول .. افقيا وعموديا .. وسدت عليّ كل المنافذ .. واغلّقت امامي كل الاتجاهات .. واضاءت في وجهي الضوء الاحمر .. حيثما التفت .. وجدت لافتة تقول : ( قف .. الوقوف اجباري ) ..
اعترف بان بعض من عرفت من النساء الاخريات .. استطعن اشغالي لبعض الوقت .. ولكنهن جميعا اخفقنَ في تحريري من سجن ذاتي ووجداني .. فضللت اراوح مكاني .. ولا اغادر احساسي .. مقيدّ بسلاسل تلك اللحظة التى اخترقت فيها مسامعي كلمة ( لا )
جل ما اخشاه ان اصبح اسيرا لتلك اللحظة .. وتلك المرأة .. للابد .. فاكون بذلك رهين الحب .. على غرار (ابي العلا المعري ) رهين المحبسين ..
كثيرا ما يراودني احساسي .. بان تلك المرأة انما هي من صنع زيفي واوهامي .. وخيالي وتهيؤاتي .. وبان لا وجود لها على ارض الواقع .. وان وجدت .. فهي لا تعدو ان تكون امرأة عاديه كسائر النساء .. ولا تختص بشيئ .. ولا تتميز بشيئ عنهن ..
لم لا .. فانا لا اعرف الكثير عنها .. ولم اجربها واختبرها .. ولم امتحن اخلاقها وسلوكها .. وبالكاد كنت اراها .. وقليلا ما جمعتني الصدف بها ..
فكيف تأكد لديّ تميزها واختلافها .. وكل ما لدي عنها .. مبني على الاحتمالات والتوقعات والافتراضات والتخمينات .. التى تعتمد على الحسّ والحدّس .. والخبرة والتجربة .. من خلال النظرة الاولى .. والانطباع الاول ..
ماذا لو خانني احساسي وحدسي .. وخذلتني خبرتي وتجربتي .. وكنت مخطئأ في تصوري واعتقادي .. ماذا لوكانت هذه الانسانة على خلاف ماتوقعت .. وعلى النقيض تماما مما تصورت .. او ليس هنالك احتمال ولوضئيل بان اكون مخطئا .. حالما واهما .. في تفكيري .. واحساسي ..
القلب يراها بمرآة الحب مثاليه كاملة مميزة نادره .. ولكن العقل يقول .. ابحث .. واسأل .. وتأكد .. واقطع الشك باليقين .. ثم قرر بعد ذلك ماسيكون .. وحتى ذلك الحين .. لا بد من ان يظل هذا الحب .. ممنوعا من الصرف .. موقوفا عن التنفيذ ..
--------------------
الحب لايحقق دوما لمن يُحبْ .. فيمن يُحبْ .. كل ما يُحبْ
و لا يخضع للمواصفات والشروط .. والموانع والقيود
ولا يعترف بالفوارق والحدود