انا فتاة في السابعة عشرة ادرس في مدرسة مختلطة حيث تعرفت على شاب ابدى بي اهتماماً وسلمني يوماً رسالة دفعتني الى ان احبه لكنه يكذب عليّ باستمرار مما سبب لي الكثير من الانزعاج فصرت اتهرب منه رغم انه قد وعدني بالتقدم لخطبتي. فهل استطيع ان اقطع علاقتي به بعد ان تبادلت معه الرسائل واصبحت اخشى ان يفضحني بكشف رسائلي؟ ارجو ان ترشدوني الى ما يجب فعله…
انا شاب تتلخص مشكلتي في انني قد ارغمت على الزواج من ابنة عمي منذ ان كنت في الخامسة عشرة من عمري.. انني الآن لا احب زوجتي ولا اطيق رؤيتها وقد زادت الأمور تعقيداً بعد ان اصبحت اباً لولدين، وكلما قلبت النظر في امري لم اجد أمامي من حل سوى هجر اهلي جميعاً ومغادرة البيت الى الابد. فهل لديكم لي حلاً آخر؟
انا فتاة اعاني من مشكلة مستعصية سببها الوشم الذي احمله على وجهي ويدي لقد تركت المدرسة في المرحلة المتوسطة بسبب هذا الوشم. وقد حبست نفسي بين جدران اربعة بسببه ايضاً. ارجو ان لا يكون ردكم لي هو النصيحة بمراجعة الطبيب لأني لا استطيع الخروج ابداً وهذا الوشم على وجهي.
ما وردناه اعلاه هو غيض من فيض الرسائل التي ترد الى الصحف والمجلات من قبل القراء والقارئات حاملة مشاكلهم المستعصية بنظرهم طالبين حلولاً لها. واذا تصفحنا الصحف والمجلات المعروضة في واجهات المكتبات قلما نجد واحدة منها لم تخصص صفحة او اكثر لعرض مشاكل الحيارى من القراء وايجاد الحلول الناجعة لها. في استبيان سريع لاعمار اصحاب وصاحبات المشاكل في عدد من الصحف والمجلات العربية ظهر لنا ان معظم هؤلاء مازالوا في ربيع العمر وقلما يزيد عمر احدهم عن الـ(25) سنة وان غالبية المشاكل التي يعانون منها هي مشاكل عاطفية ومنها ماهي مفتعلة وبعضها سهلة الحل لا تحتاج الى شخص خبير في امور الحب ليدلو بدلوه فيها ويوجه نصائحه القيمة الى صاحب المشكلة. والمسألة التي تثير نفسها هنا لماذا يتوجه هؤلاء الشباب الى تلك الجرائد والمجلات ليعرضوا مشاكلهم على صفحاتها. وهل حقاً ان القائمين على تلك الصفحات يقدرون على حل تلك المشاكل؟ اخيراً وليس اخراً لماذا لا يلتجأ الشاب الى شخص قريب منه ليحل له مشاكله؟ طرحنا اسئلتنا هذه على عدد من الاشخاص وكانت اجوبتهم كمايلي:
*علي حسين رشو (46 سنة- معلم)
ان الشاب بحاجة الى ان يعبر عما يحس به من عواطف جياشة لكنه يخجل من فتح قلبه امام احد من اهله او معارفه لذلك يبحث عن شخص اخر يكلمه من وراء الستار يشكو له همومه فيبعث بمشكلته الى جريدة او مجلة ما طالباً الحل من المسؤول عن صفحة المشاكل فيها وغالباً ما يطرح هؤلاء حلولاً معقولة نظراً لخبرتهم في هذا المجال.
*اراس عبدالقادر خوشناو (29سنة – موظف)
اعتقد ان ما ينشر في الصحف والمجلات من مشاكل الشباب- ماهي الا مواضيع مختلفة لا اساس لها من الصحة انما نابعة من مخيلة محرر الصفحة، فهو يكتب المشكلة وحلها في آن واحد لذلك نرى تشابه اساليب الكتابة في الرسائل المختلفة التي تنشر في المجلة او الصحيفة المعنية بتلك الأمور.
* ساجدة عبدالله عثمان (31 سنة-محاسبة)
ان الشباب الذين يراسلون الصحف والمجلات ويبعثون اليها بما يختلج في قلوبهم الفتية انما يفعلون ذلك لأنهم يجدون حرجاً من مفاتحة اهلهم او اصدقائهم بها ان لم اقل يخافون من طرح تلك المشاكل عليهم، فاذا عانت فتاة ما من مشكلة عاطفية.. اذا ما هجرها حبيبها… او اذا ما خدعها شاب باسم الحب فهل تستطيع ان تخبر اهلها بذلك؟ سيكون الجواب كلا لأنها قد تتعرض للقتل او التنكيل بها من قبل اخيها او ابيها فلا تجد بديلاً لتلك الصحف لأنها تكتب اليها تحت اسم مستعار هذا من جهة ومن جهة اخرى تكتب بكامل حريتها لأن لا احد يعرفها هناك ولا يتعرف عليها احد هنا أي تصبح المسألة كمن يشكو همومه للهواء او يلقي باسراره في البحر
* ازاد محمود خضر (25 سنة- صاحب محل بيع الملبوسات النسائية)
ان المرء قد لا يستطيع التعبير عما يجيش في قلبه عن طريق الكلمات لذا يلتجأ الى الكتابة فيعمل على صياغة ما تمر به من مشاكل بواسطة الاحرف والكلمات المكتوبة كنوع من عملية تفريغ الهموم وطالما انه لا يستطيع عرض ما كتبه على المقربين اليه باعتبارها من اسراره الخاصة فيرسلها الى احدى المجلات لينشر على الملأ باسم شخص وهمي، فهو يريد ان يوصل ما يحس به الى الغير ولا ينتظر حلولاً من احد… لكن المجلة المعنية العارفة باصول اللعبة تقدم حلولاً مطاطية لتلك المشاكل في سبيل كسب اكبر عدد من القراء.. وهذا هو المهم.