°o.Oßoundkawy 3la tooool°o.O
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

°o.Oßoundkawy 3la tooool°o.O

el banade2 w bas
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 11:36 am



تعريف الصُّحْبَة000



‏الصحبة في اللغة ‏ ‏ الملازمة والمرافقة‏ والمعاشرة ، يقال ‏ ‏ صحبه
يصحبه صحبة ، وصحابة بالفتح وبالكسر ‏ ‏ عاشره ورافقه ولازمه ، وفي حديث
قيلة ‏ ‏ خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول -الله صلى الله عليه وسلم- ، هذا
مطلق الصحبة لغة000



الصَّاحِب المرافق ومالك الشيء و القائم على الشيء ، ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي000

الصَّاحِبَة الزوجة ، قال تعالى ( وأنَّهُ تَعَالى جَدُّ رَبِّنا ما اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولا وَلداً )000000



الصَّحَابِيّ من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤناً به ومات على الإسلام ، وجمعها صحابة000







***************



ما تثبت به الصُّحْبَة000



‏‏اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة ‏، وفي مستحق اسم الصحبة ‏، قال
بعضهم ‏ ‏(‏ إن الصحابي من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به ‏،
ومات على الإسلام )000وقال ابن حجر العسقلاني ‏ (‏ هذا أصح ما وقفت عليه
في ذلك ‏)000

‏فيدخل فيمن لقيه ‏ ‏ من طالت مجالسته له ‏، ومن قصرت ‏، ومن روى عنه ‏،
ومن لم يرو عنه ‏، ومن غزا معه ‏، ومن لم يغز معه ‏، ومن رآه رؤية ولو من
بعيد ‏، ومن لم يره لعارض كالعمى000 ‏



ويخرج بقيد الإيمان ‏ ‏ من لقيه كافرا وإن أسلم فيما بعد ‏، إن لم يجتمع به مرة أخرى بعد الإيمان000

كما يخرج بقيد الموت على الإيمان ‏ ‏ من ارتد عن الإسلام بعد صحبة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ومات على الردة فلا يعد صحابيا000

وهل يشترط التمييز عند الرؤية ‏؟‏000

‏منهم من اشترط ذلك ومنهم من لم يشترط التمييز000



وقال بعضهم ‏ ‏ لا يستحق اسم الصحبة ‏,‏ ولا يعد في الصحابة إلا من أقام
مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة فصاعدا ‏، أو غزا معه غزوة فصاعدا ‏،
حكي هذا عن سعيد بن المسيب ‏، وقال ابن الصلاح ‏ ‏ هذا إن صح ‏ ‏ طريقة
الأصوليين000



وقيل ‏ ‏ يشترط في صحة الصحبة ‏ ‏ طول الاجتماع والرواية عنه معا ‏، وقيل
‏ ‏ يشترط أحدهما ‏، وقيل ‏ ‏ يشترط الغزو معه ‏، أو مضي سنة على الاجتماع
‏، وقال أصحاب هذا القول ‏ ‏ لأن لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم شرفا
عظيما لا ينال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص
‏كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من العذاب ‏، والسنة المشتملة على
الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج000







***************



طرق إثبات الصحبة000



‏‏‏1‏‏ ‏-‏ منها ‏ ‏ التواتر بأنه صحابي000

‏2‏ ‏‏‏-‏ ثم الاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر000 ‏

‎‏ 3 ‏- ثم بأن يـروى عـن أحـد من الصحابـة أن فلانا له صحبـة ، أو عن أحد التابعين بناء على قبول التزكية عن واحد000

‏‏‏4‏ ‏-‏ ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة ‏ أنا صحابي000
أما الشرط الأول ‏ ‏ وهو العدالة فجزم به الآمدي وغيره ‏،‏ لأن قوله ‏ ‏
أنا صحابي ، قبل ثبوت عدالته يلزم من قبول قوله ‏ ‏ إثبات عدالته ‏,‏ لأن
الصحابة كلهم عدول فيصير بمنزلة قول القائل ‏ ‏ أنا عدل000وذلك لا يقبل000


‏وأما الشرط الثاني ‏ ‏ وهو المعاصرة فيعتبر بمضي مائة سنة وعشر سنين من
هجرة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ‏لقوله -صلى اللـه عليه وسلم- في آخر
عمره لأصحابه ‏ ‏( أرأيتكم ليلتكم هذه ‏؟‏ فإن على رأس مائة سنة منها لا
يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ‏)000وزاد مسلم من حديث جابر ‏ ‏( أن ذلك
كان قبل موته -صلى الله عليه وسلم- بشهر )000







***************



عدالة من ثبتت صحبته000‏



‏‏‏اتفق أهل السنة ‏على أن جميع الصحابة عدول ‏، ولم يخالف في ذلك إلا
شذوذ من المبتدعة000 وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم ‏، ولا يسأل عن عدالة
أحد منهم ‏، بل ذلك أمر مفروغ منه ‏، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل
الله لهم وإخباره عن طهارتهم ‏، واختياره لهم بنصوص القرآن



قال تعالى ‏ ‏( كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَت للنّاس ‏)000

‏واتفق المفسرون على أن الآية واردة في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000



قال تعالى ( وَكَذلِك جَعَلنَاكُم أمَّةً وَسَطا لِتَكُونوا شُهَدَاء عَلى النّاسِ ‏)000

وقال تعالى ‏ ‏ (‏ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ والذين مَعْهُ أشِدّاءٌ على الكُفّارِ ‏)000

وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة ‏، منها 000

حديث ‏أبي سعيد المتفق على صحته ‏ ‏ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال ‏ ‏( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي ‏بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد
ذهبا ما أدرك مد أحدهم ‏ولا نصيفه ‏)000

‏وقال -صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏(‏ الله ، الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا
بعدي ‏، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ‏، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ‏، ومن آذاهم
فقد أذاني ‏، ومن أذاني فقد أذى الله ‏،‏ ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه
)000



‏قال ابن الصلاح ‏ ‏( ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ‏، ومن
لابس الفتن منهم فكذلك ‏، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ‏،
إحسانا للظن بهم ‏،‏ ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر ‏، وكأن الله سبحانه
وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة ‏،‏ وجميع ما ذكرنا
يقتضي القطع بتعديلهم ‏، ولا يحتاجون مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل
أحد من الناس ‏000



ونقل ابن حجر عن الخطيب في ‏"‏ الكفاية ‏"‏ أنه لو لم يرد من الله ورسوله
فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ‏، والجهاد
‏، ونصرة الإسلام ‏، وبذل المهج والأموال ‏، وقتل الآباء ‏، والأبناء ‏،
والمناصحة في الدين ‏، وقوة الإيمان واليقين ‏ ‏ القطع بتعديلهم ‏،
والاعتقاد بنزاهتهم ‏،‏ وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين
الذين يجيئون من بعدهم ‏)000



ثم قال ‏ (‏ هذا مذهب كافة العلماء ‏،‏ ومن يعتمد قوله ‏،‏ وروى بسنده إلى
أبي زرعة الرازي قال ‏ ‏(‏ إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق ‏)000‏ذلك أن الرسول -صلى الله عليه
وسلم- حق ‏،‏ والقرآن حق ‏،‏ وما جاء به حق ‏،‏ وإنما أدى إلينا ذلك كله
الصحابة ‏، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ‏، ليبطلوا الكتاب والسنة ‏،
والجرح بهم أولى ‏، وهم زنادقة )000







***************



إنكار صحبة من ثبتت صحبته بنص القرآن



‏ اتفق الفقهاء على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر ‏-رضي الله عنه‏-‏ لرسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ‏، لما فيه من تكذيب قوله تعالى 000



بسم الله الرحمن الرحيم ‏ ‏( إذْ يَقُول لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنّ اللّهَ مَعَنَا ‏)000

‏ واختلفوا في تكفير من أنكر صحبة غيره من الخلفاء الراشدين ، كعمر ‏،‏
وعثمان ‏،‏ وعلي ‏-‏رضي الله عنهم‏-000فنص الشافعية ‏على أن من أنكر صحبة
سائر الصحابة غير أبي بكر لا يكفر بهذا الإنكار‏ ، وهو مفهوم مذهب
المالكية ‏، وهو مقتضى قول الحنفية ‏، وقال الحنابلة ‏ ‏ يكفر لتكذيبه
النبي -صلى الله عليه وسلم-‏ ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد الإجماع
على ذلك فنافي صحبة أحدهم أو كلهم مكذب للنبي -صلى الله عليه وسلم-000







***************



سب الصحابة



‏‏من سب الصحابة أو واحدا منهم ، فإن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم ‏أو
في دينهم بأن يصف بعضهم ببخل‏ أو جبن أو قلة علم أو عدم الزهد ‏ونحو ذلك
‏، فلا يكفر باتفاق الفقهاء ، ولكنه يستحق التأديب000



‏أما إن رماهم بما يقدح في دينهم أو عدالتهم كقذفهم ‏ ‏ فقد اتفق الفقهاء
على تكفير من قذف الصديقة بنت الصديق عائشة ‏-‏رضي الله عنهما- زوج النبي
-صلى الله عليه وسلم- بما برأها الله منه ، لأنه مكذب لنص القرآن000



‏أما بقية الصحابة فقد اختلفوا في تكفير من سبهم ‏، فقال الجمهور ‏ ‏ لا
يكفر بسب أحد الصحابة ‏، ولو عائشة بغير ما برأها الله منه ويكفر بتكفير
جميع الصحابة ، أو القول بأن الصحابة ارتدوا جميعا بعد رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- أو أنهم فسقوا ‏، لأن ذلك تكذيب لما نص عليه القرآن في
غير موضع من الرضا عنهم ‏،‏ والثناء عليهم ‏،‏ وأن مضمون هذه المقالة ‏ ‏
أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فسقة ‏، وأن هذه الأمة التي هي خير أمة
أخرجت ‏، وخيرها القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ‏، ومضمون هذا ‏ ‏
أن هذه الأمة شر الأمم ‏،‏ وأن سابقيها هم أشرارها ‏، وكفر من يقول هذا
مما علم من الدين بالضرورة 000



‏وجاء في فتاوى قاضي خان ‏ ‏ يجب إكفار من كفر عثمان ، أو عليا ‏، أو طلحة ‏،‏ أو عائشة ‏، وكذا من يسب الشيخين أو يلعنهما000





***************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 11:48 am

وسنبتدأ الموضوع بالعشرة المبشرون بالجنة



أولهم



أبو بكر الصديق

أحد العشرة المبشرين بالجنة









(*ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا *) قرآن كريم






من هو ؟






هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث

سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن

أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من

خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو

أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من

بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم

ابن أبي الأرقـم000








إسلامه





لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله
عليه و سلم- فقال ( أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك
عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟!)000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( إني
رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله
بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ،
ولا نعبد غيره ، و الموالاة على طاعته أهل طاعته )000وقرأ عليه القرآن فلم
ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو
بكر وهو مؤمن مُصَدّق000يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( ما دعوت أحدا
إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه
حين ذكرته له وما تردد فيه )000







أول خطيب





عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح
أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول ( يا أبا
بكر إنّا قليل )000فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم-
وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً
ورسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-000

وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ
أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ،
وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ،
فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون
في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا ( والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة
)000ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال
( ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000فنالوه بألسنتهم وقاموا000






أم الخير





ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل
يقول ( ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم-؟)000قالت ( والله ما لي
علم بصاحبك )000قال ( فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه
)000فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت ( إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد
الله ؟)000قالت ( ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي
معك الى ابنك فعلت ؟)000قالت ( نعم )000فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا
، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت ( إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق
؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك )000



قال ( فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟)000 قالت ( هذه أمك تسمع
؟)000قال ( فلا عين عليك منها )000قالت ( سالم صالح )000قال ( فأين هو
؟)000قالت ( في دار الأرقم )000قال ( فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما
أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فأمهَلَتا حتى إذا
هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول
الله فقال أبو بكر ( بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ،
وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها
عسى أن يستنقذها بك من النار )000فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً
، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم000







جهاده بماله





أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد
ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من
مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم
عبيس



فنزل فيه قوله تعالى "( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")000






منزلته من الرسول





كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه ( ان من أمَنِّ
الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت
أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا
سُدّ إلا باب أبي بكر )000

كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ،
وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أما
إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000وأنه صاحبه على الحوض فقد
قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في
الغار )000

كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار
بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول (
والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من
أن أصل قرابتي )000







الإسراء والمعراج





وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من
مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له ( هل لك يا أبا بكر
في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة
!)000فقال لهم أبو بكر ( إنكم تكذبون عليه )000فقالوا ( بلى ، ها هو ذاك
في المسجد يحدث به الناس ) فقال أبو بكر ( والله لئن كان قاله لقد صدق ،
فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من
السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون
منه )000



ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال ( يا نبي الله ،
أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)000قال ( نعم )000قال
( يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )000فقال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ( فرفع لي حتى نظرت إليه)000فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول
أبو بكر ( صدقت ، أشهد أنك رسول الله )000حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى
الله عليه وسلم- لأبي بكر ( وأنت يا أبا بكر الصديق )000فيومئذ سماه
الصديق000







الصحبة





ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة



فقال تعالى "( ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"000

كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في
الهجرة فقال له الرسول ( لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )000فطمع بأن
يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ،
فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ،
أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا
يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال ( ما جاء رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )000



فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول ( أخرج عني من عندك
)000فقال أبو بكر ( يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي
وأمي !)000فقال ( إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )000فقال أبو بكر (
الصُّحبة يا رسول الله ؟)000قال ( الصُّحبة )000تقول السيدة عائشة (
فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر
يبكي يومئذ )000ثم قال أبو بكر ( يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت
أعددتهما لهذا )000فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على
الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما000







أبواب الجنـة






عن أبا هريرة ‏قال :‏ ‏سمعت رسول الله
‏-صلى الله عليه وسلم- ‏‏يقول (‏ ‏من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في
سبيل الله دعي من أبواب‏ ‏-يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من
أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب
الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل
الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان )000فقال أبو بكر ‏( ‏ما على هذا
الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة )000وقال ( هل يدعى منها كلها أحد يا
رسول الله )000قال ( نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا ‏‏أبا بكر )000





مناقبه وكراماته





مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن
مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب ( ما
سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )000وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات
الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث ( أن عبداً خيره
الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة
والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه
وسلم- وإقراره على ذلك000

وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام
للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده000وكان في
الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول
الشعر000كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه
وسلم-000وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- ( أنت عتيق الله من
النار ) ، فسمّي عتيقاً000



وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال ( كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)000



عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏-‏صلى الله
عليه وسلم- ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ،
فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-( ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏)000فسلم
وقال ( إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ،
فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )000فقال ( يغفر الله لك يا
‏أبا بكر ‏)000‏ثلاثا ، ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل (
أثم ‏أبو بكر ‏)000 فقالوا ( لا )000فأتى إلى النبي ‏-‏صلى الله عليه
وسلم- ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يتمعر ، حتى أشفق
‏‏أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال ( يا رسول الله ، والله أنا كنت
أظلم مرتين )000فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم-( ‏إن الله بعثني إليكم
فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم
تاركوا لي صاحبي )000مرتين فما أوذي بعدها000





خلافته





وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره
أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في
سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له ( يا عمر
لا حاجة لي في امارتكم !!)000 فرد عليه عمر ( أين المفر ؟ والله لا نقيلك
ولا نستقيلك) 0000







جيش أسامة





وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن
زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من
المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة
، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا ( يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه
هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!)000فقال ( والذي لا إله
إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما
رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله )000فوجّه
أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا ( لولا أن لهؤلاء قوّة
ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )000فلقوا الروم
فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام000






حروب الردة





بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت
العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد
، قال عمر بن الخطاب ( كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ( أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها
عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)000فقال
أبو بكر ( الزكاة حقُّ المال )000وقال ( والله لأقاتلن من فرّق الصلاة
والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها )000ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام
وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ،
وانتهى أمر المرتدين000







جيوش العراق والشام





ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال
المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا
يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح
إلا من كان ثابتا على الإسلام000







استخلاف عمر





لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث
إليه وقال ( إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ،
وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا
من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر
يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن
استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك
عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )000







وفاته






ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات
بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال
سنة ( 13 هـ )000ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة
بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجاء علي
بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول ( اليوم انقطعت خلافة النبوة)000حتى وقف
على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال ( رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول
القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم
عناءً ، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأحدبهم على
الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم
سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- به هدياً
وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 11:49 am

ثانيهم



عمر بن الخطاب



أحد العشرة المبشرين بالجنة






"يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك "000 حديث شريف









من هو؟





الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد

بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة

والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه

قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم000وأصبح الصحابي

العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين0







اسلامه





أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة
، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن
زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه
مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح
صيحته المباركة ( دلوني على محمد )000



وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمـر والله إني لأرجو أن
يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس
يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر
بن الخطاب )000فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب
؟)000وأجاب خباب ( عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )000



ومضى عمر الى مصيره العظيم000ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى الله
عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( أما أنت منتهيا يا عمر
حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم
هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب )000فقال عمر ( أشهد
أنّك رسول الله )000

وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم -
والمسلمون في دار الأرقم ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )000وخرج
المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ
قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- (
الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل 000







لسان الحق





هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء
الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا
لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب ( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من
كلامه ورأياً من رأيه ) 000كما قال عبد الله بن عمر ( مانزل بالناس أمر
فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )000



‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه
عليه وسلم-‏ ( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي
أحد فإنه ‏‏عمر ‏)000 و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏
‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم-
( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن
يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر )000‏‏قال ‏‏ابن عباس
‏-‏رضي الله عنهما- ( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)000







قوة الحق




كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب
‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏
‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن
الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏
‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر (‏
‏أضحك الله سنك يا رسول الله )000فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏(
عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )000فقال
‏‏عمر (‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله )000ثم قال عمر ‏( ‏يا عدوات
أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-)000‏فقلن ( نعم
، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-)000‏فقال رسول الله
‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏( إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما
لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )000



ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون
يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم ( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل
زوجته فليلقني وراء هذا الوادي )000فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه000







عمر في الأحاديث النبوية





رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من
الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها000( إن الله سبحانـه جعل
الحق على لسان عمر وقلبه )000( الحق بعدي مع عمـر حيث كان ) 000( لو كان
بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب )000( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا
خرَّ لوجهه )000( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض
شيطان إلا وهو يفرق من عمر )000

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء
امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا
بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا :
لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك )000فقال عمر
( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)000

وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ،
فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن
الخطاب )000قالوا ( فما أوّلته يا رسول الله ؟)000 قال ( العلم )000

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ
وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ
عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )000قالوا ( فما أوَّلته يا رسول
الله ؟)000قال ( الدين )000







خلافة عمر





رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة
على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في
ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن
عفان ( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله
)000 وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم000



أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا (اللهم
اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم
، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم )000ثم أخذ البيعة
العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟
فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفـت عمر
بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا )000فرد المسلمون (سمعنا وأطعنا)000وبايعوه
سنة ( 13 هـ )000







انجازاته





استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات
المهمة000لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر فتحا ،
وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي
الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)000

فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من
كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في
عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ،
واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر
حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها000

وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن
عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من
ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود
نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد
الرسول -صلى الله عليه وسلم-000

وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة000







الفتوحات الإسلامية





لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى
انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين
والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس
وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ000وقد ذلّ لوطأته
ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من
سيف الحجاج )000







هَيْـبَتِـه و تواضعه





وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا
الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم
يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد
تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم
تبطره النعمة000







استشهاده






كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل
الله ويدعو ربه لينال شرفها ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في
بلد رسولك)000وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو
لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى
استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من
الهجرة000 ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن
لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة000ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه
وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة
الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 11:50 am

ثالثهم

عثمان بن عفان

أحد العشرة المبشرين بالجنة



" ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة " حديث شريف




من هو؟



عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة

وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على

يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راضٍ

صلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام





إسلامه



كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد
البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى
الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة الأولى
والثانية وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إنّهما لأوّل من هاجر
إلى الله بعد لوطٍ )000( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ
)000

وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن
في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن
ثابت أخا حسّان000



قال عثمان ( ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله
ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا
غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )000





الصّلابة



لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة
فأوثقه رباطاً ، وقال ( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا
أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين )000فقال عثمان ( والله لا
أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ )000فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه000





ذي النورين

لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه
وسلم- رقيّة ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته فقال ( والذي نفسي بيده لو كان
عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان )000





سهم بَدْر



أثبت له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب
عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000فقد قال
الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )000





الحديبية



بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة
، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول
-صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال ( هذه يدُ عثمان )000فقال
الناس ( هنيئاً لعثمان )000





جهاده بماله



قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى
بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ،
كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً



كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ ، فأصاب الناس
جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ،
فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال ( والله لا تغيب الشمس حتى
يأتيكم الله برزقٍ )000فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ
عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-
منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال ( ما هذا ؟)000

قالوا أُهدي إليك من عثمان 0 فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم-
يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله
ولا بعده ( اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )000



قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
عليَّ فرأى لحماً فقال ( من بعث بهذا ؟)000قلت عثمان 0 فرأيت رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان





جيش العُسْرة



وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين
بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له
يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه000فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى
الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل
-صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول ( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم
)000مرتين





الحياء



قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أشد أمتي حياءً عثمان )000



قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على
حاله ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك
الحال ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال ( اجمعي عليك ثيابك )000فأذن
له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، فقلت ( يا رسول الله ، لم أركَ فزِعْتُ
لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!)000

فقال ( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك
الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )000وفي رواية أخرى ( ألا أستحي ممن
تستحيي منه الملائكة )000





فضله



دخل رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال (
يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً )000وقال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله )000وقال (
اللهم ارْضَ عن عثمان )000وقال ( اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )000



اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه
آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع الصحابة ، وبركاته وكراماته
كثيرة ، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة ، كثير القيام
بالليل



قال عثمان -رضي الله عنه- ( ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي
اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مرّت
بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت
)000





اللهم اشهد



عن الأحنف بن قيس قال انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ،
فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص 0 فلم يكن بأسرع من
أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال ( أها هنا علي
؟)000قالوا نعم 0 قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- قال ( من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له
؟)000فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً ، فأتيت رسـول الله -صلى
الله عليه وسلم- فقلت ( إني قد ابتعته )000 فقال ( اجعله في مسجدنا وأجره
لك ) ؟000قالوا نعم



قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- قال ( من يبتاع بئر روْمة غفر الله له ) فابتعتها بكذا وكذا ،
فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت ( إني قد ابتعتها )000فقال (
اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك )؟000قالوا نعم



قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال ( من يجهز هؤلاء
غفر الله له )000فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً )؟000قالوا نعم



قال ( اللهم اشهد اللهم اشهد )000ثم انصرف





الخلافة



كان عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد
مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة
فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد
أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق أن
يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد
عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً
هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم



ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال ( أمّا بعد ،
فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت
الهجرتين ، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والله ما غششْتُهُ
ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم عمر كذلك ، ثم
استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)000





الخير



انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية000





الفتوح الإسلامية



وفتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم
إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخـرة وفارس الأولى ثم خـو وفارس الآخـرة ،
ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان ، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل
الأردن000





الفتنة



ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه
وكانوا قرابة سوء ، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح
فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم
العهد ، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن
أبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان
على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان ، إلى ابن أبي السّرح
يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم
أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق -رضي الله عنه- فهو أجلّ قدراً
وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده ، وقد قيل
أن مروان هو الكاتب والمرسل !000



ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه- طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم
، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد
قال له ( عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه
فلا تخلعه )000





الحصار



فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه ، فأغلق بابه دونهم ،
فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ،
ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه
والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله !!000وكان يقول (
إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه )000(
إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )000



وعن أبي سهلة مولى عثمان قلت لعثمان يوماً ( قاتل يا أمير المؤمنين
)000قال ( لا والله لا أقاتلُ ، قد وعدني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أمراً فأنا صابر عليه )000



واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال ( يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ
مسلم ، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم
إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم
فيؤكم بينكم )000فلما أبَوْا قال ( اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ،
ولا تبق منهم أحداً )000فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة ، وبعث يزيد
إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا
لمداهنتهم000





مَقْتَله



وكان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه
الخروج للقتال ، فكره وقال ( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها
)000فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه
فوقع شيء من دمـه عليه ، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته
بالمدينة



ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان أعتق عشرين عبداً
مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا
إسلام وقال ( إني رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام
، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة
)000فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديه



كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة000

ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم000





يوم الجمل



في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( اللهم إني أبرأ إليك
من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني
للبيعة فقلت ( إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة
)000وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد



فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت ( اللهم إني مشفقٌ
مما أقدم عليه )000ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا ( يا أمير المؤمنين )
فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت ( اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 11:51 am

رابعهم

علي بن أبي طالب كرم الله وجهه



"من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله " حديث شريف



من هو؟



هو ابـن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين

وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ، هو أحد العشرة

المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-000

ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة000





الرسول يضمه إليه



كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدق بما جاءه
من الله تعالى : علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن
عشر سنين ، فقد أصابت قريشاً أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير
فقال الرسول الكريم للعباس عمه : يا عباس ، إن أخاك أبا طالب كثير العيال
، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة ، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من
عياله ، آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه )000فقال العباس (
نعم )000



فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له ( إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى
ينكشف عن الناس ما هم فيه )000فقال لهما أبو طالب ( إذا تركتما لي عقيلاً
فاصنعا ما شئتما )000فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- علياً فضمه إليه ،
وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله
تبارك وتعالى نبياً ، فاتبعه علي -رضي الله عنه- وآمن به وصدقه ، وكان
الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة ، وخرج علي
معه مستخفياً من أبيه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات معا ، فإذا أمسيا
رجعا000





منزلته من الرسول



لمّا آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه قال لعلي ( أنت أخي )000
وكان يكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وشهد الغزوات كلها ما عدا
غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أهله وقال له ( أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )000

وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في
الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- ( من أحب عليا
فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن
أبغضني فقد أبغض الله )000

دعاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين )
وجلَّلهم بكساء وقال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس
وطهِّرْهُم تطهيراً )000وذلك عندما نزلت الآية الكريمة000



قال تعالى ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )000



كما قال -عليه أفضل الصلاة والسلام-( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )000





ليلة الهجرة



في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول
-صلى الله عليه وسلم- في فراشه ، فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- فقال ( لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه
)000فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام
فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي ( نم على فراشي ،
وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء
تكرهه منهم )000



ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول
-صلى الله عليه سلم- من الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ
المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم000وأقام علي -كرّم الله وجهه- بمكة
ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الودائع
التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء000





أبو تراب



دخل ‏علي ‏‏على ‏فاطمة -رضي الله عنهما-‏ ‏، ثم خرج فاضطجع في المسجد ،
فقال النبي ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏( ‏أين ابن عمك )000قالت ( في المسجد
)000فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص التراب إلى ظهره ، فجعل
يمسح التراب عن ظهره فيقول ( اجلس يا ‏‏أبا تراب )000‏مرتين000





يوم خيبر



في غزوة خيبـر قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ( لأُعْطينّ الرايةَ
غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، أو
على يديه )000فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه000 ‏





خلافته



لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين
و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة
المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى 000



ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة
لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى
المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة
للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن
العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين
شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة
الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر
الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم
على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم 000





معركة الجمل



خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك
السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه
لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات
للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت
موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل
الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت
بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة
وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج
اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت
عاصمة الدولة الاسلامية 0





مواجهة معاوية



قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن
أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته
بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية باقامة
الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء
المسلمين ، ولكنهم رفضوا 000 فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة
، وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين )
بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء
(1 صفر عام 37 هجري ) 000



وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا
المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها
وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على
وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر 000 وفي رمضان عام 37
هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري
عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر
رمضان من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان
الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية 0





الخوارج



أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه-
على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم
آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة (النهروان)
عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب 000
وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية 000





استشهاده



لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي
ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة ، ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف
ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل الأمة ، وحددوا لذلك ثلاثة
من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ونجح عبد الرحمن بن ملجم فيما كلف به ،
اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم
الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران000



وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا ( ان أعش فأنا
أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ،
ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين )000وحينما طلبوا منه أن
يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم ( لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم
بأموركم أبصر )000 واختلف في مكان قبره000وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى
عهد الخلفاء الراشدين000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 11:59 am

خامسهم



طلحة بن عبيد الله



"من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة " حديث شريف





من هو؟



طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني ، أبو محمـد000

لقد كان في تجارة له بأرض بصرى ، حين لقي راهبا من خيار رهبانها ، وأنبأه أن

النبي الذي سيخرج من أرض الحرم ، قد أهل عصره ، ونصحه باتباعه000وعاد الى

مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن ، والرسالة التي يحملها ، فسارع

الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا ، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا الا علـى

الحق ، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- حيث أسلم وكان من

المسلمين الأوائل000







ايمانه



لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد
المشركين ، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه
وسلم- الا غزوة بدر ، فقد ندبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن
زيد الى خارج المدينة ، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر ، فحزنا الا
يكونا مع المسلمين ، فطمأنهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لهما أجر
المقاتلين تماما ، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها000 وقد سماه الرسول
الكريم يوم أحُد ( طلحة الخير )000وفي غزوة العشيرة ( طلحة الفياض
)000ويوم حنين ( طلحة الجود )000





بطولته يوم أحد



في أحد000أبصر طلحة -رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول -صلى
الله عليه وسلم- فلقيه هدفا للمشركين ، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه والدم يسيل من وجنتيه ، فجن جنونه
وقفز أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضرب المشركين بيمينه ويساره ،
وسند الرسول -صلى الله عليه وسلم وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها
قدمه ، ويقول أبو بكر -رضي الله عنه- عندما يذكر أحدا ( ذلك كله كان يوم
طلحة ، كنت أول من جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي الرسول
ولأبي عبيدة بن الجراح "دونكم أخاكم000" ونظرنا ، واذا به بضع وسبعون بين
طعنة وضربة ورمية ، واذا أصبعه مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه )000



وقد نزل قوله تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى

نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا "000

تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة الكرام ، ثم
أشار الى طلحة قائلا ( من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض ، وقد قضى
نحبه ، فلينظر الى طلحة )000 ما أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه- ،
فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من
ثواب000





عطائه وجوده



وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين ، مؤديا
لحقوقه ، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها ، فقد كان من أثرى المسلمين
، وثروته كانت دوما في خدمة الدين ، فكلما أخرج منها الشيء الكثير ، أعاده
الله اليه مضاعفا ، تقول زوجته سعدى بنت عوف ( دخلت على طلحة يوما فرأيته
مهموما ، فسألته ما شأنك ؟000فقال المال الذي عندي ، قد كثر حتى أهمني
وأكربني000وقلت له ما عليك ، اقسمه000فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم
حتى ما بقي منه درهما )000

وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال ، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه
من الدمع وقال ( ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر
، لمغرور بالله )000فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع
يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما000

وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه ، وكان يعولهم جميعا
، لقد قيل ( كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته ، ومئونة
عياله )000( وكان يزوج أياماهم ، ويخدم عائلهم ، ويقضي دين غارمهم
)000ويقول السائب بن زيد ( صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما
وجدت أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة )000





طلحة والفتنة



عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد طلحة حجة
المعارضين لعثمان ، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح ، ولكن أن يصل الأمر
الى قتل عثمان -رضي الله عنه- ، لا000لكان قاوم الفتنة ، وما أيدها بأي
صورة ، ولكن ماكان كان ، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم
جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان000


وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري 000طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق
الآخر ، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة )
في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة ( يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله
تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟)000ثم قال للزبير ( يا زبير نشدتك الله
، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا ، فقال
لك يا زبير ، الا تحب عليا ؟؟000فقلت ألا أحب ابن خالي ، وابن عمي ، ومن
هو على ديني ؟؟000فقال لك يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم )000
فقال الزبير ( نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك )000





الشهادة



وأقلع طلحـة و الزبيـر -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب ، ولكن
دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا
، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه
مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته 000

وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا (
اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم (
ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين )000ثم نظر الى
قبريهما وقال ( سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (
طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة )0000





قبر طلحة



لمّا قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات ، فرآه حلماً بعض أهله فقال (
ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت )000قالها ثلاثاً ، فأخبر من رآه
ابن عباس ، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة ، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق
، ولم يتغير منه إلا عُقْصته ، فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها ،
وقبره معروف بالبصرة ، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 12:00 pm

سادسهم



الزبيـر بن العوام

حواريّ رسول الله(صلي الله عليه وسلم)






" إن لكل نبي حواريّاً ، وحواريّ الزبير بن العوام " حديث شريف





من هو؟



الزبير بن العوام يلتقي نسبه مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-في ( قصي بن كلاب )000

كما أن أمه ( صفية ) عمة رسول الله ، وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ، كان

رفيع الخصال عظيم الشمائل ، يدير تجارة ناجحة وثراؤه عريضا لكنه أنفقه في الإسلام حتى

مات مدينا000





الزبير وطلحة




يرتبط ذكرالزبيـر دوما مع طلحة بن عبيد الله ، فهما الاثنان متشابهان في
النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين ، وحتى مصيرهما كان متشابها
فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول -صلى الله عليه وسلم-
، ويجتمعان بالنسب والقرابة معه ، وتحدث عنهما الرسول قائلا ( طلحة
والزبيـر جاراي في الجنة ) ، و كانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم
عمر بن الخطاب لإختيار خليفته 000





أول سيف شهر في الإسلام



أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة ، وكان من السبعة الأوائل الذين
سارعوا بالإسلام ، وقد كان فارسا مقداما ، وإن سيفه هو أول سيف شهر
بالإسلام ، ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل ،
فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه ، وسار في شوارع مكة كالإعصار
،وفي أعلى مكة لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسأله ماذا به ؟000فأخبره
النبأ000 فصلى عليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب





إيمانه وصبره



كان للزبير -رضي الله عنه- نصيبا من العذاب على يد عمه ، فقد كان يلفه في
حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه ، ويناديه ( اكفر برب محمد أدرأ
عنك هذا العذاب )000فيجيب الفتى الغض ( لا والله ، لا أعود للكفر أبدا
)000ويهاجر الزبير الى الحبشة الهجرتين ، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع
الرسول -صلى الله عليه وسلم-000





غزوة أحد



في غزوة أحد وبعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكة ، ندب الرسول -صلى الله
عليه وسلم- الزبير وأبوبكر لتعقب جيش المشركين ومطاردته ، فقاد أبوبكر
والزبير -رضي الله عنهما- سبعين من المسلمين قيادة ذكية ، أبرزا فيها قوة
جيش المسلمين ، حتى أن قريش ظنت أنهم مقدمة لجيش الرسول القادم لمطاردتهم
فأسرعوا خطاهم لمكة هاربين000





بنو قريظة



وفي يوم الخندق قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( مَنْ رجلُ يأتينا بخبر
بني قريظة ؟)000فقال الزبير ( أنا )000فذهب ، ثم قالها الثانية فقال
الزبير ( أنا )000فذهب ، ثم قالها الثالثة فقال الزبيـر ( أنا )000فذهب ،
فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- ( لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والزبيـر
حَوَاريَّ وابن عمتي )000

وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ،
أرسل الرسول الزبيـر وعلي بن أبي طالب فوقفا أمام الحصن يرددان( والله
لنذوقن ماذاق حمزة ، أو لنفتحن عليهم حصنهم )000ثم ألقيا بنفسيهما داخل
الحصن وبقوة أعصابهما أحكما وأنزلا الرعب في أفئدة المتحصـنين داخله وفتحا
للمسلمين أبوابه000





يوم حنين



وفي يوم حنين أبصر الزبيـر ( مالك بن عوف ) زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك
في تلك الغزوة ، أبصره واقفا وسط فيلق من أصحابه وجيشه المنهزم ، فاقتحم
حشدهم وحده ، وشتت شملهم وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض
المسلمين العائدين من المعركة000





حبه للشهادة



كان الزبير بن العوام شديد الولع بالشهادة ، فهاهو يقول ( إن طلحة بن عبيد
الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء ، وقد علم ألا نبي بعد محمد ، وإني لأسمي
بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون )000

وهكذا سمى ولده عبد الله تيمنا بالشهيد عبد الله بن جحش

وسمى ولـده المنـذر تيمنا بالشهيد المنـذر بن عمـرو

وسمى ولـده عـروة تيمنا بالشهيد عـروة بن عمـرو

وسمى ولـده حمـزة تيمنا بالشهيد حمزة بن عبد المطلب

وسمى ولـده جعفـراً تيمنا بالشهيد جعفر بن أبي طالب

وسمى ولـده مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عميـر

وسمى ولـده خالـدا تيمنا بالشهيد خالـد بن سعيـد

وهكذا أسماهم راجيا أن ينالوا الشهادة في يوم ما000





وصيته



كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته ، وحين كان يجود بروحه
أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلا ( إذا أعجزك دين ، فاستعن بمولاي
)000وسأله عبد الله ( أي مولى تعني ؟)000 فأجابه ( الله ، نعم المولى ونعم
النصير )000يقول عبدالله فيما بعد ( فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا
قلت يا مولى الزبير اقضي دينه ، فيقضيه )000





موقعة الجمل



بعد استشهاد عثمان بن عفان أتم المبايعة الزبير و طلحة لعلي -رضي الله
عنهم جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر
عثمان ، وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري 000 طلحة والزبير في فريق وعلي
في الفريق الآخر ، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين
( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة ( يا طلحة ، أجئت بعرس
رسول الله تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟)0ثم قال للزبير ( يا زبير
نشدتك الله ، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان
كذا ، فقال لك يا زبير ، الا تحب عليا ؟؟0فقلت ألا أحب ابن خالي ، وابن
عمي ، ومن هو على ديني ؟؟000فقال لك يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له
ظالم )000 فقال الزبير ( نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك
)000

وأقلع طلحة و الزبير -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب ، ولكن
دفعا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا
فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه
مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته 000





الشهادة



لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله و
سارع قاتل الزبير الى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه
بين يديه ، لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده
قائلا ( بشر قاتل ابن صفية بالنار )000وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبله
الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول ( سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن
رسول الله )000

وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات انهاها قائلا (
اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذين قال الله فيهم (
ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين )000ثم نظر الى
قبريهما وقال ( سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (
طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 12:00 pm

سابعهم



سعد بن أبي وقاص





"يا سعد ارم فداك أبي و امي " حديث شريف





من هو؟



سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي أبو اسحاق000فهو من بني زهرة أهل آمنة بنت وهب أم

الرسول - صلى الله عليه وسلم- 000فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعتز بهذه الخؤولة

فقد ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان جالسا مع نفر من أصحابه فرأى سعد بن أبي وقاص مقبلا

فقال لمن معه "هذا خالي فليرني أمرؤ خاله"000





اسلامه



كان سعد -رضي الله عنه- من النفر الذين دخلوا في الاسلام أول ما علموا
به000فلم يسبقه الا أبوبكر و علي وزيد و خديجة000قال سعد ( بلغني أن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوا الى الاسلام مستخفيا فعلمت أن الله أراد
بي خيرا وشاء أن يخرجني بسببه من الظلمات الى النور 000فمضيت اليه مسرعا
حتى لقيته في شعب جياد وقد صلى العصر فأسلمت000فما سبقني أحد الا أبي بكر
وعلي وزيد -رضي الله عنهم- ، وكان ابن سبع عشرة سنة000كما يقول سعد -رضي
الله عنه- ( لقد أسلمت يوم أسلمت وما فرض الله الصلوات )000





ثورة أمه



يقول سعد -رضي الله عنه- (وما سمعت أمي بخبر اسلامي حتى ثارت ثائرتها وكنت
فتى بارا بها محبا لها فأقبلت علي تقول ( يا سعد000ما هذا الدين الذي
اعتنقته فصرفك عن دين أمك و أبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا
أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزنا علي ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت
وتعيرك الناس أبد الدهر ) فقلت لاتفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء
)000الا أن أمه اجتنبت الطعام ومكثت أياما على ذلك فهزل جسمها وخارت
قواها000فلما رأها سعد قال لها ( يا أماه اني على شديد حبي لك لأشد حبا
لله ولرسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفسا بعد نفس ما تركت
ديني هذا بشيء )000فلما رأت الجد أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كره منها000




ونزل قوله تعالى "ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله
في عامين أن اشكر لي ولوالديك الي المصير000وأن جاهداك على أن تشرك بي ما
ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب
الي ثم الي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون "000





أحد المبشرين بالجنة



كان الرسول -صلى الله عليه وسلم يجلس بين نفر من أصحابه ، فرنا ببصره الى
الأفق في إصغاء من يتلقى همسا وسرا ، ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم (
يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة )000وأخذ الصحاب يتلفتون ليروا هذا
السعيد ، فإذا سعد بن أبي وقاص آت000وقد سأله عبدالله بن عمرو بن العاص أن
يدله على ما يتقرب به الى الله من عبادة وعمل فقال له ( لا شيء أكثر مما
نعمل جميعا ونعبد ، غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا )000





الدعوة المجابة



كان سعد بن أبي وقاص إذا رمى عدوا أصابه وإذا دعا الله دعاء أجابه ، وكان
الصحابة يردون ذلك لدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له ( اللهم سدد
رميته ، وأجب دعوته )000ويروى أنه رأى رجلا يسب طلحة وعليا والزبير فنهاه
فلم ينته فقال له ( إذن أدعو عليك )000فقال الرجل ( أراك تتهددني كأنك نبي
!)000فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه قائلا ( اللهم إن كنت تعلم
أن هذا الرجل قد سب أقواما سبقت لهم منك الحسنى ، وأنه قد أسخطك سبه إياهم
، فاجعله آية وعبرة )000فلم يمض غير وقت قصير حتى خرجت من إحدى الدور ناقة
نادّة لا يردها شيء ، حتى دخلت في زحام الناس ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين
قوائمها ، ومازالت تتخبطه حتى مات000





أول دم هريق في الإسلام



في بداية الدعوة ، كان أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا صلوا ذهبوا
في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم ، فبينما سعد بن أبي وقاص في نفر من
الصحابة في شعب من شعاب مكة ، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ،
فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم ، فضرب سعد -رضي الله عنه-
يومئذ رجلاً من المشركين بلحي بعير فشجه ( العظم الذي فيه الأسنان ) ،
فكان أول دم هريق في الإسلام000





أول سهم رمي في الإسلام



بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سرية عبيدة بن الحارث -رضي الله عنه-
الى ماء بالحجاز أسفل ثنية المرة فلقوا جمعا من قريش ولم يكن بينهم قتال
ألا أن سعد قد رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الاسلام000





غزوة أحد



وشارك في أحد وتفرق الناس أول الأمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ووقف سعد يجاهد ويقاتل فلما رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرمي جعل
يحرضه ويقول له ( يا سعد 0000000ارم فداك أبي وأمي )000وظل سعد يفتخر بهذه
الكلمة طوال حياته ويقول ( ما جمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأحد أبويه
الا لي ) وذلك حين فداه بهما000





إمرة الجيش



عندما احتدم القتال مع الفرس ، أراد أمير المؤمنين عمر أن يقود الجيش
بنفسه ، ولكن رأى الصحابة أن تولى هذه الإمارة لرجل آخر واقترح عبدالرحمن
بن عوف ( الأسد في براثنه ، سعد بن مالك الزهري )000 وقد ولاه عمر -رضي
الله عنه- امرة جيش المسلمين الذي حارب الفرس في القادسية وكتب الله النصر
للمسلمين وقتلوا الكافرين وزعيمهم رستم000وعبر مع المسلمين نهر دجلة حتى
وصلوا المدائن وفتحوها ، وكان إعجازا عبور النهر بموسم فيضانه حتى أن
سلمان الفارسي قد قال ( إن الإسلام جديد ، ذللت والله لهم البحار ، كما
ذللت لهم البر ، والذي نفس سلمان بيده ليخرجن منه أفواجا ، كما دخلوه
أفواجا )000 وبالفعل أمن القائد الفذ سعد مكان وصول الجيش بالضفة الأخرى
بكتيبة الأهوال وكتيبة الخرساء ، ثم اقتحم النهر بجيشه ولم يخسر جنديا
واحدا في مشهد رائع ، ونجاح باهر000 ودخل سعد بن أبي وقاص ايوان كسرى وصلى
فيه ثماني ركعات صلاة الفتح شكرا لله على نصرهم 000





إمارة العراق



ولاه عمر -رضي الله عنهما- إمارة العراق ، فراح سعد يبني ويعمر في الكوفة
، وذات يوم اشتكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنين فقالوا ( إن سعدا لا يحسن
يصلي )000ويضحك سعدا قائلا ( والله إني لأصلي بهم صلاة رسول الله ، أطيل
في الركعتين الأوليين وأقصر في الآخرين )000واستدعاه عمر الى المدينة فلبى
مسرعا ، وحين أراد أن يعيده الى الكوفة ضحك سعدا قائلا ( أتأمرني أن أعود
إلى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة ؟!)000ويؤثر البقاء في المدينة000





الستة أصحاب الشورى



و عندما حضرت عمر -رضي الله عنه- الوفاة بعد أن طعنه المجوسي000جعل الأمر
من بعده الى الستة الذين مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض و
أحدهم سعد بن أبي وقاص ، وقال عمر ( إن وليها سعد فذاك ، وإن وليها غيره
فليستعن بسعد )000





سعد والفتنة



اعتزل سعد الفتنة وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا له أخبارها ، وذات يوم ذهب
إليه ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ويقول له ( يا عم ، ها هنا مائة
ألف سيف يرونك أحق الناس بهذا الأمر )000فيجيبه سعد ( أريد من مائة ألف
سيف ، سيفا واحدا ، إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا ، وإذا ضربت به
الكافر قطع )000فتركه ابن أخيه بسلام000وحين انتهى الأمر لمعاوية سأل سعدا
( مالك لم تقاتل معنا ؟)000فأجابه ( إني مررت بريح مظلمة فقلت
أخ000أخ000وأنخت راحلتي حتى انجلت عني )000فقال معاوية ( ليس في كتاب الله
أخ000أخ000ولكن



قال الله تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ، فأصلحوا بينهما ، فإن
بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )000

وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة مع الباغية
)000فأجاب سعد قائلا ( ما كنت لأقاتل رجلا -يعني علي بن أبي طالب- قال له
الرسول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )000





وفاته



وعمر سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- كثيرا000وأفاء الله عليه من المال
الخير الكثير000 لكنه حين أدركته الوفاة دعا بجبة من صوف بالية وقال (
كفنوني بها فاني لقيت بها المشركين يوم بدر000واني أريد أن ألقى بها الله
عز وجل أيضا ) 000 وكان رأسه بحجر ابنه الباكي فقال له ( ما يبكيك يا بني
؟000إن الله لا يعذبني أبدا ، وإني من أهل الجنة )000فقد كان إيمانه بصدق
بشارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبيرا000وكانت وفاته سنة خمس وخمسين
من الهجرة النبوية000وكان آخر المهاجرين وفاة ، ودفن في البقيع000
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 12:01 pm

ثامنهم



عبد الرحمن بن عوف





"يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك " حديث شريف





من هو؟



عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام ، عرض عليه أبو بكر الإسلام

فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارع الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه

وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين ، هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى

والثانيـة ، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها ، فأصيب يوم

أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه ، كما سقطت بعـض ثناياه

فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه000





التجارة



كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال ( لقد رأيتني
لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا )000وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن
عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما نراه حين آخى
الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين عبد
الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ،فقال سعد لعبد الرحمن ( أخي أنا أكثر أهل
المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب
لك حتى أطلّقها وتتزوجها )000فقال عبد الرحمن ( بارك الله لك في أهلك
ومالك ، دُلوني على السوق )000وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح000





حق الله



كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده ، وإنما لله والمسلمون حقا
فيها ، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما ( يا بن عوف إنك من
الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك )000ومنذ
ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع
يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات
المسلمين وفقراء المسلمين ،وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ، ويوما آخر
ألفا وخمسمائة راحلة000



وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من
بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال (
إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة )000وبلغ
من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل ( أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في
ماله ، ثُلث يقرضهم ، وثُلث يقضي عنهم ديونهم ، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم
)000وخلّف بعده ذهبُ كثير ، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال000





قافلة الإيمان




في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة
تثير الرمال ، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم
المدينة وترجَّها رجّا ، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ( ما
هذا الذي يحدث في المدينة ؟)000وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت
من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين ( قافلة تحدث كل هذه الرجّة
؟)000فقالوا لها ( أجل يا أم المؤمنين ، إنها سبعمائة راحلة )000



وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت ( أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يقول ( رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا )000ووصلت هذه
الكلمات الى عبد الرحمن بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى
الله عليه وسلم- أكثر من مرة ، فحثَّ خُطاه الى السيدة عائشة وقال لها (
لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه )000ثم قال ( أما إني أشهدك أن هذه القافلة
بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله )000ووزِّعَت حُمولة سبعمائة
راحلة على أهل المدينة وما حولها000





الخوف



وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف ، فقد جيء له
يوما بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم
قال ( استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت
رجلاه ، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد
له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة ، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ،
وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا )000

كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ، وسألوه ( ما يبكيك
يا أبا محمد ؟)000 قال ( لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع
هو وأهل بيته من خبز الشعير ، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا )000

وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل ( أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم )000





الهروب من السلطة



كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم
من بعده قائلا ( لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض )000وأشار الجميع الى
عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال ( والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في
حَلْقي ، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب إليّ من ذلك )000وفور
اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي
أعطاه إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ، فاختاروه ليكون الحكم
بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه- ( لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يصفَك بأنك أمين في أهل السماء ، وأمين في أهل الأرض )000فاختار عبد
الرحمن بن عوف ( عثمان بن عفان ) للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره000





وفاته



في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم
المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ، فعرضت عليه أن يُدفن في
حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا
الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد
الآخر يدفن الى جوار صاحبه000وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع ( إني أخاف
أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال )000ولكن سرعان ما غشته السكينة
واشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه ، ولعله سمع
ما وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( عبد الرحمن بن عوف في الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 12:01 pm

تاسعهم



سعيد بن زيد





(حتى يجيء سعيد بن زيد فيُبايع فإنه سيد أهل البلد إذا بايع بايع الناس مروان )





من هو؟



سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي ، أبو الأعور ، من خيار الصحابة

ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته ، ولد بمكة عام ( 22 قبل الهجرة ) وهاجر الى

المدينـة ، شهد المشاهد كلها إلا بدرا لقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير ، وهو أحد

العشرة المبشرين بالجنة ، كان من السابقين الى الإسلام هو وزوجته أم جميل ( فاطمة

بنت الخطـاب )000





والده



وأبوه -رضي الله عنه- ( زيـد بن عمرو ) اعتزل الجاهليـة وحالاتها ووحّـد
اللـه تعالى بغيـر واسطـة حنيفيـاً ، وقد سأل سعيـد بن زيـد الرسول -صلى
الله عليه وسلم- فقال ( يا رسـول الله ، إن أبـي زيـد بن عمرو بن نفيل كان
كما رأيت وكما بَلَغَك ، ولو أدركك آمن بـك ، فاستغفر له ؟)000 قال ( نعم
)000واستغفر له000وقال ( إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ )000





المبشرين بالجنة



روي عن سعيد بن زيد أنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( عشرة من
قريش في الجنة ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، وطلحة ، والزبير ،
وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن مالك ( بن أبي وقاص ) ، وسعيد بن زيد بن
عمرو بن نُفَيل ، و أبو عبيدة بن الجراح )000رضي الله عنهم أجمعين000





الدعوة المجابة




كان -رضي الله عنه- مُجاب الدعوة ، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس ، فقد
شكته الى مروان بن الحكم ، وادَّعت عليه أنّه غصب شيئاً من دارها ، فقال (
اللهم إن كانت كاذبة فاعْمِ بصرها ، واقتلها في دارها )000فعميت ثم تردّت
في بئر دارها ، فكانت منيّتُها000





الولاية



كان سعيد بن زيد موصوفاً بالزهد محترماً عند الوُلاة ، ولمّا فتح أبو
عبيدة بن الجراح دمشق ولاّه إيّاها ، ثم نهض مع مَنْ معه للجهاد ، فكتب
إليه سعيد ( أما بعد ، فإني ما كنت لأُوثرَك وأصحابك بالجهاد على نفسي
وعلى ما يُدْنيني من مرضاة ربّي ، وإذا جاءك كتابي فابعث إلى عملِكَ مَنْ
هو أرغب إليه مني ، فإني قادم عليك وشيكاً إن شاء الله والسلام )000





البيعة



كتب معاوية إلى مروان بالمدينة يبايع لإبنه يزيد ، فقال رجل من أهل الشام
لمروان ( ما يحبسُك ؟)000قال مروان ( حتى يجيء سعيد بن زيد يبايع ، فإنه
سيـد أهل البلد ، إذا بايع بايع الناس )000قال ( أفلا أذهب فآتيك به
؟)000وجاء الشامـي وسعيد مع أُبيّ في الدار ، قال ( انطلق فبايع )000قال (
انطلق فسأجيء فأبايع )000فقال ( لتنطلقنَّ أو لأضربنّ عنقك )000قال ( تضرب
عنقي ؟ فوالله إنك لتدعوني إلى قوم وأنا قاتلتهم على الإسلام )000



فرجع إلى مروان فأخبره ، فقال له مروان ( اسكت )000وماتت أم المؤمنين (
أظنّها زينب ) فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد ، فقال الشامي لمروان ( ما
يحبسُك أن تصلي على أم المؤمنيـن ؟)000قال مروان ( أنتظر الذي أردت أن
تضرب عنقـه ، فإنها أوصت أن يُصلي عليها )000فقال الشامي ( أستغفر الله
)000





وفاته



توفي بالمدينة سنة ( 51 هـ ) ودخل قبره سعد بن أبي الوقاص وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم أجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 12:02 pm

عاشرهم وخاتمتهم



أبوعبيدة بن الجراح





"لكل أمة أمينا وأميننا أيتها الأمة أبوعبيدة عامر الجراح" حديث شريف







من هو؟



أبوعبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح الفهري000يلتقي مع النبي-صلى الله عليه وسلم- في

أحد أجداده (فهر بن مالك)000وأمه من بنات عم أبيه000أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر 0

كان -رضي الله عنه- طويل القامة ، نحيف الجسم ، خفيف اللحية000أسلم على يد أبي بكر

الصديق في الأيام الأولى للاسلام ، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عاد ليشهد مع

الرسول -صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها000





غزوة بدر



في غزوة بدر جعل أبو ( أبو عبيدة ) يتصدّى لأبي عبيدة ، فجعل أبو عبيدة
يحيد عنه ، فلمّا أكثر قصدَه فقتله ، فأنزل الله هذه الآية000



قال تعالى "( لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليومِ الآخر يُوادُّون مَنْ
حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَ هُم أو أبناءَ هم أو إخوانهم أو
عشيرتهم أولئك كتبَ في قلوبهم الأيمان ")000





غزوة أحد



يقول أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- ( لما كان يوم أحد ، ورمي الرسول -صلى
الله عليه وسلم- حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر ، أقبلت أسعى الى
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير
طيرانا ، فقلت اللهم اجعله طاعة ، حتى اذا توافينا الى رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- اذا هو أبوعبيدة بن الجراح قد سبقني ، فقال ( أسألك بالله
يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
)000فتركته ، فأخذ أبوعبيدة بثنيته احدى حلقتي المغفر ، فنزعها وسقط على
الأرض وسقطت ثنيته معه ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ، فكان
أبوعبيدة في الناس أثرم )000





غزوة الخبط



أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- أباعبيدة بن الجراح أميرا على ثلاثمائة
وبضعة عشرة مقاتلا ، وليس معهم من الزاد سوى جراب تمر ، والسفر بعيد ،
فاستقبل أبوعبيدة واجبه بغبطة وتفاني ، وراح يقطع الأرض مع جنوده وزاد كل
واحد منهم حفنة تمر ، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة في اليوم ،
وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون ( الخبط ) أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه
ويشربون عليه الماء ، غير مبالين الا بانجاز المهمة ، لهذا سميت هذه
الغزوة بغزوة الخبط000





مكانته000أمين الأمة



قدم أهل نجران على النبي-صلى الله عليه وسلم- وطلبوا منه ان يرسل اليهم
واحدا000فقال عليه الصلاة والسلام ( لأبعثن -يعني عليكم- أمينا حق امين
)000فتشوف أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهم يحبون
الامارة أو يطمعون فيها000 ولكن لينطبق عليهم وصف النبي -صلى الله عليه و
سلم- "أمينا حق امين" وكان عمر نفسه-رضي الله عليه-من الذين حرصوا على
الامارة لهذا آنذاك000بل صار -كما قال يتراءى- أي يري نفسه - للنبي صلى
الله عليه وسلم- حرصا منه -رضي الله عنه- أن يكون أمينا حق أمين000ولكن
النبي صلى الله عليه وسلم- تجاوز جميع الصحابة وقال ( قم يا أباعبيدة )000


كما كان لأبي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله
عنه- وهو يجود بأنفاسه ( لو كان أبوعبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فان
سألني ربي عنه ، قلت استخلفت أمين الله ، وأمين رسوله )000





معركة اليرموك



في أثناء قيادة خالد -رضي الله عنه- معركة اليرموك التي هزمت فيها
الامبراطورية الرومانية توفي أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- ، وتولى
الخلافة بعده عمر -رضي الله عنه- ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي
عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد000وصل الخطاب الى أبىعبيدة
فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر ، فسأله خالد ( يرحمك
الله أباعبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟)000فأجاب أبوعبيدة (
اني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ،
كلنا في الله أخوة )000وأصبح أبوعبيدة أمير الأمراء بالشام0





تواضعه



ترامى الى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه ، وانبهارهم بأمير الأمراء ،
فجمعهم وخطب فيهم قائلا ( يا أيها الناس ، اني مسلم من قريش ، وما منكم من
أحد أحمر ولا أسود ، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه !!)000

وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه ، فقالوا له ( من
؟)000قال ( أبوعبيدة بن الجراح )000وأتى أبوعبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم
صحبه الى داره ، فلم يجد فيها من الأثاث شيئا ، الا سيفه وترسه ورحله ،
فسأله عمر وهو يبتسم ( ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟)000فأجاب
أبوعبيدة ( يا أمير المؤمنين ، هذا يبلغني المقيل )000





طاعون عمواس



حل الطاعون بعمواس وسمي فيما بعد "طاعون عمواس" وكان أبوعبيدة أمير الجند
هناك000 فخشي عليه عمر من الطاعون000فكتب اليه يريد أن يخلصه منه قائلا
(اذا وصلك خطابي في المساء فقد عزمت عليك ألا تصبح الامتوجها الي000واذا
وصلك في الصباح ألا تمسي الا متوجها الي000فان لي حاجة اليك) وفهم
أبوعبيدة المؤمن الذكي قصد عمر وانه يريد أن ينقذه من الطاعون000فكتب الى
عمر متأدبا معتذرا عن عدم الحضور اليه وقال ( لقد وصلني خطابك يا أمير
المؤمنين وعرفت قصدك وانما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما
أصابهم000فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين) ولما وصل الخطاب الى عمر
بكى000فسأله من حوله (هل مات أبوعبيدة ؟)000فقال (كأن قد)000والمعنى أنه
اذا لم يكن قد مات بعد والا فهو صائر الى الموت لا محالة000اذ لا خلاص منه
مع الطاعون 000



كان أبو عبيـدة -رضي الله عنه- في ستة وثلاثيـن ألفاً من الجُند ، فلم يبق
إلاّ ستـة آلاف رجـل والآخرون ماتوا000مات أبوعبيـدة -رضي الله عنه- سنة
(18) ثماني عشرة للهجرة في طاعون عمواس000وقبره في غور الأردن000رحمه الله
وأسكنه الفردوس الأعلى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
Bound2
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
*ابــــــــالبناديقــــــــــــــو*
Bound2


عدد الرسائل : 1286
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 25/03/2007

موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)   موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم) Icon_minitimeالإثنين مايو 28, 2007 12:03 pm

حرف الألف ( أ )






أبو الدرداء

الحكيم




"الناس ثلاثة ، عالم ، ومتعلم ، والثالث همج لا خير فيه000 " أبو الدرداء





من هو؟



يوم اقتنع أبو الدرداء -رضي الله عنه- بالاسلام دينا ، وبايع الرسول -صلى الله عليه

وسلم- على هذا الديـن ، كان تاجر ناجحا من تجار المدينة ، ولكنه بعد الايمان بربـه

يقول " أسلمت مع النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- وأنا تاجر ، وأردت أن تجتمع لي

العبـادة والتجارة فلم يجتمعا ، فرفضـت التجارة وأقبلت على العبادة ، وما يسرنـي

اليوم أن أبيع وأشتري فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار ، حتى لو يكون حانوتي على باب

المسجد ، ألا اني لا أقول لكم ان اللـه حرم البيع ، ولكني أحـب أن أكون من الذين لا

تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )000





جهاده ضد نفسه



لقد كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- حكيم تلك الأيام العظيمة ، تخصصه
ايجاد الحقيقة ، فآمن بالله ورسوله ايمانا عظيما ، وعكف على ايمانه مسلما
اليه نفسه ، واهبا كل حياته لربه ، مرتلا آياته "000



ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين000

كان -رضي الله عنه- يقول لمن حوله ( ألا أخبركم بخير أعمالكم ، وأزكاها
عند باريكم ، وأنماها في درجاتكم ، وخير من أن تغزو عدوكم ، فتضربوا
رقابهم ويضربوا رقابكم ، وخير من الدراهم والدنانير 000 ذكر الله ، ولذكر
الله أكبر )000





ومضات من حكمته وفلسفته



سئلت أمه -رضي الله عنه- عن أفضل ما كان يحب ، فأجابت ( التفكر والاعتبار
)000وكان هو يحض اخوانه دوما على التأمل ويقول ( تفكر ساعة خير من عبادة
ليلة )000وكان -رضي الله عنه- يرثي لأولئك الذين وقعوا أسرى لثرواتهم
فيقول ( اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب ) ، فسئل عن شتات القلب فأجاب (
أن يكون لي في كل واد مال )000فهو يمتلك الدنيا بالاستغناء عنها ، فهو
يقول ( من لم يكن غنيا عن الدنيا ، فلا دنيا له )000

كان يقول ( لا تأكل الا طيبا ولا تكسب الا طيبا ولا تدخل بيتك الا طيبا )000

ويكتب لصاحبه يقول ( 000أما بعد ، فلست في شيء من عرض الدنيا ، الا وقد
كان لغيرك قبلك ، وهو صائر لغيرك بعدك ، وليس لك منه الا ماقدمت لنفسك ،
فآثرها على من تجمع له المال من ولدك ليكون له ارثا ، فأنت انما تجمع
لواحد من اثنين اما ولد صالح يعمل فيه بطاعة الله ، فيسعد بما شقيت به ،
واما ولد عاص ، يعمل فيه بمعصية الله ، فتشقى بما جمعت له ، فثق لهم بما
عند الله من رزق ، وانج بنفسك )000

وانه ليقول ( ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير أن يعظم حلمك ، و يكثر علمك ، وأن تباري الناس في عبادة الله تعالى )000

عندما فتحت قبرص وحملت غنائم الحرب الى المدينة ، وشوهد أبا الدرداء وهو
يبكي ، فسأله جبير بن نفير ( يا أبا الدرداء ، ما يبكيك في يوم أعز الله
فيه الاسلام وأهاه ؟)000فأجاب أبوالدرداء ( ويحك يا جبير ، ما أهون الخلق
على الله اذا هم تركوا أمره ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة ، لها الملك ،
تركت أمر الله ، فصارت الى ما ترى )000 فقد كان يرى الانهيار السريع
للبلاد المفتوحة ،وافلاسها من الروحانية الصادقة والدين الصحيح000

وكان يقول ( التمسوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله
نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ،
ويؤمن روعاتكم )000

في خلافة عثمان ، أصبح أبو الدرداء واليا للقضاء في الشام ، فخطب بالناس
يوما وقال ( يا أهل الشام ، أنتم الاخوان في الدين ، والجيران في الدار ،
والأنصار على الأعداء ، و لكن مالي أراكم لا تستحيون ؟؟000تجمعون مالا
تأكلون ، وتبنون مالا تسكنون ، وترجون مالا تبلغون ، قد كانت القرون من
قبلكم يجمعون فيوعون ، ويؤملون فيطيلون ، ويبنون فيوثقون ، فأصبح جمعهم
بورا ، وأملهم غرورا ، وبيوتهم قبورا000أولئك قوم عاد ، ملئوا ما بين عدن
الى عمان أموالا وأولادا )000ثم ابتسم بسخرية لافحة ( من يشتري مني تركة
أل عاد بدرهمين ؟!)000





تقديسه للعلم



كان -رضي الله عنه- يقدس العلم كثيرا ، ويربطه بالعبادة ، فهو يقول ( لا
يكون أحدكم تقيا حتى يكون عالما ، و لن يكون بالعلم جميلا ، حتى يكون به
عاملا )000كما يقول ( ما لي أرى علماءكم يذهبون ، و جهالكم لا يتعلمون
؟؟000ألا ان معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء ، ولا خير في سائر الناس
بعدهما )000ويقول -رضي الله عنه- ( ان أخشى ما أخشاه على نفسـي أن يقال لي
يـوم القيامـة علـى رؤوس الخلائق يا عويمر ، هل علمت ؟؟000فأقول
نعم000فيقال لي فماذا عملت فيما علمت ؟؟000)000





وصيته



ويوصي أبو الدرداء -رضي الله عنه- بالاخاء خيرا ، ويقول ( معاتبة الأخ خير
لك من فقده ، ومن لك بأخيك كله ؟000أعط أخاك ولن له ، ولا تطع فيه حاسدا
فتكون مثله ، غدا يأتيك الموت فيكفيك فقده000 وكيف تبكيه بعد الموت ، وفي
الحياة ما كنت أديت حقه ؟)000

ويقول رضي الله عنه وأرضاه ( اني أبغض أن أظلم أحدا ، ولكني أبغض أكثر
وأكثر ، أن أظلم من لا يستعين علي الا بالله العلي الكبير )000



هذا هو أبو الدرداء ، تلميذ النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وابن الاسلام الأول ، وصاحب أبي بكر وعمر ورجال مؤمني

أبو ذر الغفاري

رضي الله عنه






"ماأقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر000 " حديث شريف





من هو؟



هو جندب بن جنادة من غفار ، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق ، فأهلها

مضرب الأمثال في السطو غير المشروع ، انهم حلفاء الليل ، والويل لمن يقع

في أيدي أحد من غفار000ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة دربها بدأ

من أبي ذر -رضي الله عنه- ، فهو ذو بصيرة ، و ممن يتألهون في الجاهلية

ويتمردون على عبادة الأصنام ، ويذهبون الى الايمان باله خالق عظيم ، فما

أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال الى مكة000







اسلامه




ودخل أبو ذر -رضي الله عنه- مكة متنكرا ، يتسمع الى أخبار أهلها والدين
الجديد ، حتى وجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صباح أحد الأيام جالسا ،
فاقترب منه وقال ( نعمت صباحا يا أخا العرب )000فأجاب الرسول ( وعليك
السلام يا أخاه )000قال أبوذر ( أنشدني مما تقول )000فأجاب الرسول ( ما هو
بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم )000قال أبوذر ( اقرأ علي )000فقرأ عليه
وهو يصغي، ولم يمض غير وقت قليل حتى هتف أبو ذر ( أشهد أن لا اله الا الله
، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )000



وسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- ( ممن أنت يا أخا العرب )000فأجابه
أبوذر ( من غفار )000 وتألقت ابتسامة واسعة على فم الرسول -صلى الله عليه
وسلم- ، واكتسى وجهه بالدهشة والعجب ، وضحك أبو ذر فهو يعرف سر العجب في
وجه الرسول الكريم ، فهو من قبيلة غفار000أفيجيء منهم اليوم من يسلم ؟!000
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( ان الله يهدي من يشاء )000أسلم أبو ذر
من فوره ، وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس ، فقد أسلم في
الساعات الأولى للاسلام000





تمرده على الباطل



وكان أبو ذر -رضي الله عنه- يحمل طبيعة متمردة ، فتوجه للرسول -صلى الله
عليه وسلم- فور اسلامه بسؤال ( يا رسول الله ، بم تأمرني ؟)000فأجابه
الرسول ( ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري )000فقال أبو ذر ( والذي نفسي بيده
لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد )000هنالك دخل المسجد الحرام ونادى
بأعلى صوته ( أشهد أن لا اله الا الله000وأشهد أن محمدا رسول الله
)000كانت هذه الصيحة أول صيحة تهز قريشا ، من رجل غريب ليس له في مكة نسبا
ولا حمى ، فأحاط به الكافرون وضربوه حتى صرعوه ، وأنقذه العباس عم النبي
بالحيلة فقد حذر الكافرين من قبيلته اذا علمت ، فقد تقطع عليهم طريق
تجارتهم ، لذا تركه المشركين ، ولا يكاد يمضي يوما آخر حتى يرى أبو ذر
-رضي الله عنه- امرأتين تطوفان بالصنمين ( أساف ونائلة ) وتدعوانهما ،
فيقف مسفها مهينا للصنمين ، فتصرخ المرأتان ، ويهرول الرجال اليهما ،
فيضربونه حتى يفقد وعيه ، ثم يفيق ليصيح -رضي الله عنه- مرة أخرى ( أشهد
أن لا اله الا الله000وأشهد أن محمدا رسول الله )000





اسلام غفار



ويعود -رضي الله عنه- الى قبيلته ، فيحدثهم عن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- وعن الدين الجديد ، وما يدعو له من مكارم الأخلاق ، فيدخل قومه
بالاسلام ، ثم يتوجه الى قبيلة ( أسلم ) فيرشدها الى الحق وتسلم ، ومضت
الأيام وهاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى المدينة ، واذا بموكب كبير
يقبل على المدينة مكبرا ، فاذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- أقبل ومعه قبيلتي
غفار و أسلم ، فازداد الرسول -صلى الله عليه وسلم- عجبا ودهشة ، و نظر
اليهم وقال ( غفار غفر الله لها000وأسلم سالمها الله )000وأبو ذر كان له
تحية مباركة من الرسول الكريم حيث قال ( ماأقلت الغبراء ، ولا أظلت
الخضراء ،أصدق لهجة من أبي ذر )000





غزوة تبوك




وفي غزوة تبوك سنة 9 هجري ، كانت أيام عسرة وقيظ ، خرج الرسول -صلى الله
عليه وسلم- وصحبه ، وكلما مشوا ازدادوا تعبا ومشقة ، فتلفت الرسول الكريم
فلم يجد أبا ذر فسأل عنه ، فأجابوه ( لقد تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره
)000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( دعوه ، فان يك فيه خير فسيلحقه
الله بكم ، وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه )000وفي الغداة ، وضع
المسلمون رحالهم ليستريحوا ، فأبصر أحدهم رجل يمشي وحده ، فأخبر الرسول
-صلى الله عليه وسلم- ، فقال الرسول ( كن أبا ذر )000وأخذ الرجل بالاقتراب
فاذا هو أبو ذر -رضي الله عنه- يمشي صوب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فلم
يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى قال ( يرحم الله أبا ذر ، يمشي
وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده )000





وصية الرسول له



ألقى الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أبا ذر في يوم سؤال ( يا أبا ذر ،
كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء )000فأجاب قائلا ( اذا والذي
بعثك بالحق ، لأضربن بسيفي )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- (
أفلا أدلك على خير من ذلك ؟000اصبر حتى تلقاني )000وحفظ أبو ذر وصية
الرسول الغالية فلن يحمل السيف بوجوه الأمراء الذين يثرون من مال الأمة ،
وانما سيحمل في الحق لسانه البتار000





جهاده بلسانه



ومضى عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن بعده عهد أبو بكر وعمر -رضي
الله عنهما- ، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها ، وجاء عصر عثمان
-رضي الله عنه- وبدأ يظهر التطلع الى مفاتن الدنيا ومغرياتها ، و تصبح
السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف ، رأى أبو ذر ذلك فمد يده الى سيفه
ليواجه المجتمع الجديد ، لكن سرعان ما فطن الى وصية رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ "000فكان لابد هنا من
الكلمة الصادقة الأمينة ، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة ، وخرج أبو ذر
الى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها ، وأصبح الراية التي يلتف
حولها الجماهير والكادحين ، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين ( بشر
الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم
يوم القيامة )000

وبدأ أبو ذر بالشام ، أكبر المعاقل سيطرة ورهبة ، هناك حيث معاوية بن أبي
سفيان وجد أبو ذر -رضي الله عنه- فقر وضيق في جانب ، وقصور وضياع في
الجانب الآخر ، فصاح بأعلى صوته ( عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ، كيف لا
يخرج على الناس شاهرا سيفه )000ثم ذكر وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-
بوضع الأناة مكان الانقلاب ، فيعود الى منطق الاقناع والحجة ، ويعلم الناس
بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط ، جميعا شركاء بالرزق ، الى أن وقف أمام
معاوية يسائله كما أخبره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غير خوف ولا
مداراة ، ويصيح به وبمن معه ( أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين
ظهرانيهم ؟؟)000ويجيب عنهم ( نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن ، وشهدتم مع
الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال ( أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية "000




والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب
أليم000يوم يحمى عليها في نار جهنم ، فتكوى بها جباههم ، وجنوبهم ،
وظهورهم ، هذا ما كنزتم لأنفسكم ، فذوقوا ما كنتم تكنزون "000

فيقول معاوية (لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب )000فيصيح أبو ذر (
لا000بل أنزلت لنا ولهم )000 ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل الى
الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ( ان أبا ذر قد أفسد الناس بالشام )000فيكتب
عثمان الى أبي ذر يستدعيه ، فيودع الشام ويعود الى المدينة ، ويقول
للخليفة بعد حوار طويل ( لا حاجة لي في دنياكم )000وطلب الاذن بالخروج الى
( الربذة )000وهناك طالبه البعض برفع راية الثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم
قائلا ( والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة ، أو جبل، لسمعت وأطعت ،
وصبرت واحتسبت ، ورأيت ذلك خيرا لي )000

فأبو ذر لا يريد الدنيا ، بل لا يتمنى الامارة لأصحاب رسول الله ليظلوا
روادا للهدى 000لقيه يوما أبو موسى الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فقال
له أبو ذر ( لست أخيك ، انما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا )000كما
لقيه يوما أبو هريرة واحتضنه مرحبا ، فأزاحه عنه وقال ( اليك عني ، ألست
الذي وليت الامارة ، فتطاولت في البنيان ، واتخذت لك ماشية وزرعا
)000وعرضت عليه امارة العراق فقال ( لا والله000لن تميلوا علي بدنياكم
أبدا )000





اقتدائه بالرسول



عاش أبو ذر -رضي الله عنه- مقتديا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو يقول
( أوصاني خليلي بسبع ، أمرني بحب المساكين والدنو منهم ، وأمرني أن أنظر
الى من هو دوني ولا أنظر الى من هو فوقي ، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا ،
وأمرني أن أصل الرحم ، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا ، وأمرني ألا أخاف
في الله لومة لائم ، وأمرني أن أكثر من لاحول ولا قوة الا بالله )000وعاش
على هذه الوصية ، ويقول الامام علي - رضي الله عنه - ( لم يبق اليوم أحد
لايبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر )000

وكان يقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوى ( والذي نفسي بيده ، لو وضعتم السيف
فوق عنقي ، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قبل أن تحتزوا لأنفذتها )000ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما
فقال له ( أليس لك ثوب غير هذا ؟000لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين
؟)000فأجابه أبو ذر ( يا بن أخي ، لقد أعطيتهما من هو أحوج اليهما مني
)000قال له ( والله انك لمحتاج اليهما )000فأجاب أبو ذر ( اللهم غفرا انك
لمعظم للدنيا ، ألست ترى علي هذه البردة ، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي
عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)000





وفاته



في ( الربذة ) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري ، وبجواره زوجته تبكي ،
فيسألها ( فيم البكاء والموت حق ؟)000فتجيبه بأنها تبكي ( لأنك تموت ،
وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)000فيبتسم ويطمئنها ويقول لها ( لا تبكي ، فاني
سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه
يقول ( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين )000وكل
من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية ، ولم يبق منهم غيري ،
وهأنذا بالفلاة أموت ، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين ،
فاني والله ما كذبت ولا كذبت )000وفاضت روحه الى الله ، وصدق000فهذه جماعة
مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول ( صدق رسول الله
، تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك )000وبدأ يقص على صحبه قصة هذه
العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.boundk.tk
 
موسوعة الصحابة (رضوان الله عليهم)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
°o.Oßoundkawy 3la tooool°o.O :: _-_المنتديات الإسلاميه_-_ :: _-_قسم التاريخ والصور الاسلاميه _-_-
انتقل الى: